للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

حتى في حجم تلك الحصاة، ومقدارها؛ ولذلك أرشدهم إلى الحجم الذي ينبغي أن تكون عليه بقوله: «بمثل هذه فارموا» فإذا جاوز في المثلية، بأن رمى بكبيرة: فإنه قد غلا، يعني: جاوز الحد الذي حد له في ذلك، فالغلو - إذا - هو: مجاوزة الحد.

والمقصود بـ " الغلو في الصالحين " الذي هو سبب كفر بني آدم، وتركهم، دينهم الذي أمروا به: أنهم تجاوزوا الحد الواجب في تعظيمهم حتى آل بهم الأمر إلى الشرك.

وقوله: " الصالحون ": يشمل كل من قام به هذا الوصف، من الأنبياء، والرسل، والأولياء، من أي أمة كانوا.

وأصل كلمة (الصالحين) أنها جمع (الصالح) . والصالح: هو اسم من قام به الصلاح، والصلاح في الكتاب والسنة تارة يكون بمعنى نفي الفساد أي: ما يقابل الفساد، وتارة يكون بمعنى ما يقابل السيئات، فيقال صالح بمعنى ليس بذي فساد، ويقال أيضا صالح بمعنى: ليس بسيئ.

والصالحون هنا المراد بهم.: أهل الصلاح يعني: أهل الطاعة والإخلاص لله - جل وعلا - الذين اجتنبوا الفساد واجتنبوا السيئات، وهم الذين اشتركوا في فعل الطاعات وترك المحرمات، أو كانوا من السابقين بالخيرات، فاسم الصالح يقع شرعا على المقتصد، وعلى السابق بالخيرات؛ فالمقتصد صالح، والسابق بالخيرات، صالح وكل درجات عند اله جل وعلا.

" والغلو في الصالحين " يعني: مجاوزة الحد فيهم، لكن ما الحد الذي أذن به الشرع في حق الصالحين، حتى نعلم متى يكون تعظيمهم مجاوزة للحد المعلوم؟ الجواب: أنهم إذا كانوا من الرسل: فبالأخذ بشرائعهم، واتباعهم،

<<  <   >  >>