وبعد فإنه لمما يثلج صدري ويبعث على الأمل حيا نشيطا في جوانب حياة الأمة الإسلامية دعوتكم يا صاحب السمو إلى إعلان الجهاد بتوجيه من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الفخري للجامعة الإسلامية إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين خالد بن عبد العزيز، الجهاد الذي هو باب من أبواب الجنة يفتحه الله لخاصة أوليائه وخاصة أصفيائه وأهل كرامته، فجزاك الله كل خير وسدد خطاك وأمدك بروح منه.
وإن لهذه الدعوة لدلالات كثيرة منها دقة نظر سموكم - حفظكم الله - وبصيرتكم النافذة في مسيرة التاريخ وفي الظروف المناسبة، ولا غرو فأنت ابن عبد العزيز رجل السياسة والمواقف والحسم الحقيقي.
إن دعوة سموكم إلى الجهاد واجب إسلامي محتم، ألم تر أن الجهاد يكون بإجماع العلماء فرض عين في مواطن منها إذا دخل الكفار بلدا من بلاد المسلمين فيتعين على أهله - ومن ورائهم المسلمون - دفعهم وقتالهم، ولاشك أن الأقطار الإسلامية التي سلمت من دخول الكفار لها بشكل مفتوح أو عن طريق النفوذ والتحكم قليلة جدا، ومن ثم فإن دعوة سموكم تحقيق واجب إسلامي طال وبعد العهد عن لحنه الذي اشتاقت إليه القلوب وهفت إليه النفوس.
هذا وقد قلت في كلمة لي سابقة إن من خصائص هذه الجامعة أنها الجامعة المرشحة والمهيأة - مع ما يماثلها من الجامعات إن شاء الله - للإسهام في إيجاد العالم الإسلامي الواعي المستقر الذي يحتل مكانته اللائقة به تحت الشمس، وهذا يعني لزوما أنها الجامعة المرشحة والمهيأة في إعداد العالم الإسلامي المجاهد إن شاء الله، ومن ثم واندفاعا من حدود وظيفتها الطبيعية هذه فهي بكل طاقاتها وإمكاناتها وراء هذه الدولة في دعوتها إلى الجهاد، وستكون بحول الله من أمضى السيوف تضيء في يمناها إذا جد الجد، وأزفت الساعة المنتظرة.