للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو كان مثلُ هذا القول صحيحاً لما كتب التيجانى الموريتاني تلك الرسالة رداً عليه بعنوان (إنذار وإفادة لمن باع دينه بشهادة) ولا شك أنه قد باع ما سماه هو- التيجانية دين جديد هدام لعقيدة الإِسلام وشريعته بيعة لا رجعة فيها إن شاء الله.

وحيث أن القول في محمد طاهر ميغري وفي كتابه قد أصاب شخصاً آخر، كما يقال: عصفورين بحجر- وهو في الحقيقة ليس بعصفور وإنما هو صقر على رخم الطرق الصوفية، ذلك الشخص هو: الشيخ أبو بكر قومي الرجل المعروف في نيجيريا كلها بمحاربة أصحاب الطرق الصوفية، وقد سمعتم عن جماعته وهم جماعة نصر الإِسلام الذين لهم مراكز في جميع ولايات نيجيريا- وهم الذين أدخلوا من يريد منهم مهادنة أصحاب الطرق بحجة جمع الكلمة- السّجْنَ عن طريق البوليس، وهو عربي وليس بنيجيري.

وذلك أن أبا بكر قومي وهو عضو في المجلس الأعلى للجامعة الإِسلامية، وعضو في رابطة العالم الإسلامي- قد كتب مقدمة مقتضبة لهذا الكتاب. وقال عنه أي إبراهيم إنياس أنه صاحب الفيضة، استهزاءً به لا مدحاً له وهو الذي دعاني لقراءة الكتاب كله من أوله إلى آخره، وذلك لعلمي بمحاربة أبى بكر قومي لأصحاب الطرق حتى أن الحكومة عجزت عن المصالحة بينهما كما حدثني بذلك الدكتور محمد ثاني زهر الدين رئيس قسم الدراسات الإِسلامية بجامعة بايرو.

ولكن قلت في نفسي: إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فلعل الرجل حدث له شيء.

ولكن حينما قرأت الكتاب وجدته بالعكس فإن الرجل مازال على منهجه فقد جاء في الكتاب نفسه، في الباب الذي جمع فيه محمد طاهر ميغري المعلومات الميدانية عن إبراهيم إنياس مقابلته لأبي بكر قومي في منزله في (كادونا) مثبتاً تاريخ اليوم الذي جرت فيه المقابلة وهو السبت ٢٧/ مايو ١٩٧٨ م بمقره في كدونة حيث قال له: