ومن القصص القرآني قصة قوم لوط عليه السلام- أهل سدوم- القرية التي كانت تعمل الخبائث وعلى رأسها ممارسة اللواط، ذلك الشذوذ الجنسي الذي لم يسبقهم أحد على مدار التاريخ الماضي إلى ممارسته. ولم تكن أفعالهم الخبيثة مقصورة على تلك الفاحشة فحسب، بل كانوا يفعلون المنكر علانية في ناديهم فلا يستترون. فلا غرو فقد تفشت فيهم الموبقات [٤٢] . وما هي إلا أن أوحى الله إلى لوط عليه السلام أن يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم عن ارتكاب الكبائر حتى صموا آذانهم، واستكبروا، وتحدوه أن يأتيهم بالعذاب من الله إن كان صادقا، بل توعدوه بالنفي من بلدهم [٤٣] . فما كان من لوط إلا أن سأل ربه أن يوقع بهم العذاب الأليم على كفرهم وفجورهم. فسلط الله على مدنهم زلزالا جعل عاليها سافلها، وأتبع ذلك بوابل من الحجارة دمرتها تدميرا. قال تعالى:
ويعتقد بعضهم أن البحر الميت، المعروف الآن ببحر لوط وبحيرة لوط لم يكن موجودا قبل الزلزال الذي دمر سدوم وغيرها حتى صارت أخفض من سطح البحر بنحو أربعمائة متر! وقد جاءت الأخبار في السنين الماضية بأن المهتمين بالحفريات في الأردن قد اكتشفوا آثار مدن قوم لوط على حافة البحر الميت [٤٤] . وليس ذلك بمستغرب فالله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه العزيز أن تلك المدن تقع في طريق دائم يمر عليها الناس، حيث يقول:{وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} . الحجر: ٧٦.