وقال:"وقد علمنا أن بعض من ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، غير أنا سميناهم على منازلهم في الفضل والإسلام. وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة وحكي عنه منها شيء وإن كان يسيرا، وأمسكنا عن ذكر من لم يبلغنا عنه منها شيء وإن كانوا أئمة هداة في الدين.
فأما سالم الذي ذكرناه فإنه كان مولى لامرأة من الأنصار، وإنما نسبناه لأبي حذيفة لأنه به يعرف. وأما حذيفة بن اليمان فإنه عداده في الأنصار، وإنما ذكرناه في المهاجرين لأنه خرج مع أبيه مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن من ساكني المدينة فهو مهاجري الدار أنصاري العداد، ونسبه في عبس بن قيس عيلان.
وأرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ عنِ بعضهم، أخرج الشيخان بسندهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاَ: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبى بن كعب". واللفظ للبخاري.
وقد اشتهر منهم عشرة: عثمان وعلي وأبي وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب.
٢- ثم يلي هذه الطبقة طبقة التابعين القراء الأحبار الذين أخذوا عن أولئك القراء الكبار، فانتشروا في الأقاليم والأمصار، ثم يليهم أتباع التابعين الذين انتشروا بانتشار الفتح الإسلامي، قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه ((القراءات)) .
ثم التابعون فمنهم من أهل المدينة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبيد الله، وعمر بن عبد العزيز قد كان بالمدينة والشام، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن هرمز الذي يعرف بالأعرج، وابن شهاب، وعطاء بن يسار، ومعاذ بن الحارث الذي يعرف بمعاذ القارئ، وزيد بن أسلم.
ومن أهل مكة: عبيد الله بن عمير الليثي، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله بن أبي مليكة.