وأخرج الشيخان بسنديهما عن عبد الله بن مسعود مرفوعا خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته (١) .
سورة البقرة ٤٨
قوله تعالى {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}
فسر الطبري هذه الآية بقوله: واتقوا يوما لا تقضي نفس عن نفس شيئا ولا تغني عنها غنى (٢) ، ثم استدل بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: حدثنا أبو كريب ونصر بن عبد الرحمن الأزدي قالا، حدثنا المحاربي، عن أبي خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن، عن زْيد ابن أبي أنيسة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحم الله عبدا كانت عنده لأخيه مظلمة في عرض- قال أبو كريب في حديثه: أو مال، أو جاء- فاستحله قبل أن يؤخذ منه، وليس ثم دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات أخذوا من حسناته، وإن لم تكن له حسنات حملوا عليه من سيئاتهم"(٣) .
وأخرجه أيضا من طريق مالك عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه (٤) . ومن طريق مالك أخرجه البخاري (٥) .
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً}(٦) . قال ابن كثير بعد أن ذكر هذه الآية: فهذا أبلغ المقامات أن كلا من الوالد وولده لا يغني أحدهما عن الآخر شيئا (٧) .
وقال الطبري أيضا: حدثني موسى بن سهل الرملي، حدثنا نعيم ابن حماد قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يموتن أحدكم وعليه دين، فإنه ليس هناك دينار ولا درهم، إنما يقتسمون الحسنات والسيئات". وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يمينا وشمالا.