للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما دخلت بلاد الحجاز في ولاية الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ حصل اتفاق بين علماء مكة ونجد.. وقد اشتمل على بيان ما يجب على الأمة الإسلامية اعتقاده من توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة وتحذيرها من كل ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كدعاء غير الله، والاستغاثة والاستعانة بالأموات، وطلب الشفاعة منهم، والذبح والنذر لغير الله، وكالحلف بغير الله، وتعظيم القبور بغير ما شرع الله من البناء عليها واتخاذها مساجد، وشد الرحال إليها، والطواف حولها، والتبرك بها، مما عمَّت به البلوى. وقد سبق نشرها في جريدة أم القرى في أجزاء متفرقة في سنة ١٣٤٣هـ، ثم جمعت في رسالة تحت عنوان:

البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيد

وطبعت عام ١٣٤٤هـ، ثم ضُمّ إليها مناظرة في نفس الموضوع جرت بين علماء مكة ونجد نشرتها جريدة أم القرى يوم الجمعة ١٥/٥/١٣٤٣هـ، وطبعت بمطابع دار الثقافة بمكة المكرمة عام ١٣٩٨هـ، طبعتها الثانية، وأولها: نداء عام من علماء بلد الله الحرام إلى أمتنا الكريمة وإلى شعبنا النبيل [٢٩] .

ومن هؤلاء العلماء الأجلاء الذين لهم دور بارز في نشر الدعوة السلفية والإسهام في إقامة الدولة الإسلامية: الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد الله بن حسن، وغيرهم كثير ممن كانت لهم جهود كبيرة في التدريس، والإفتاء، وبعث الرسائل والنصائح، والتأليف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخطابة، وغيرها ـ رحم الله الجميع رحمة واسعة.

هذا بالإضافة إلى أن طبيعة مبادئ الدعوة واضحة المعالم، تناسب الفطرة السليمة، سهلة الفهم، بعيدة عن التعقيدات والأمور الفلسفية، ولا غرو في ذلك فهي الدعوة إلى الإسلام النقي الخالص من شوائب البدع والشركيات [٣٠] .