للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعندما صدرت هذه التعليمات قدمت في مادتها الثالثة والعشرين وثيقة تأسيس الإدارة العامة للمعارف في مملكة الحجاز وتنص على (نشر العلوم والمعارف والصنايع وافتتاح المكاتب والمدارس والمعاهد العلمية مع فرض الدقة والاعتناء بأصول الدين في كافة المملكة الحجازية وترتبط بالنيابة العامة) . وهذا النص يظهر اهتمام الملك عبد العزيز بالعلوم النقلية الشرعية والعلوم التجريبية التطبيقية العقلية على حد سواء مع مراعاة التوازن بينها حتى لاتطغى ناحية على ناحية، وتحديد مسؤليات هذه الإدارة وربطها بجهة نائب الملك في الحجاز الذي كان في حينه الأمير فيصل بن عبد العزيز.

وعندما بدأ التدريس في مدارسها في غرة المحرم سنة ١٣٤٥هـ لم يكن عدد مدارسها يزيد على اثنتي عشرة مدرسة أميرية وأهلية في العاصمة ـ مكة ـ وملحقاتها، ويبلغ عدد تلاميذها ٧٠٠ طالب، وكانت موازنتها عند بدء تأسيسها عبارة عن ٥٦٦٥ جنيهاً أي ١٣٣٣٠٠ ريال سعودي، ثم ارتفعت عام ١٣٤٧هـ إلى ١٤٧٩١جنيهاً. وفي عام ١٣٤٨هـ إلى ٢٣١٤٠ (١) .

ووصلت ميزانيتها إلى أعلى رقم لها في آخر سنة لها ١٣٧٣ في عهد الملك عبد العزيز - يرحمه الله - وهو عشرون مليون ريال سعودي، تقارب أربعة ملايين دولار ونصف المليون (٢) .

ولما أعلن الملك عبد العزيز تأسيس المملكة العربية السعودية في ٢٢/٥/ ١٣٥١هـ ازداد توسع صلاحيات مديرية المعارف، (فلم تعد وظيفتها قاصرة على الإشراف على التعليم في الحجاز بل على جميع شؤون التعليم في المملكة جميعها، فيما عدا التعليم العسكري) . وهكذا أصبحت المديرية مسؤولة عن نشر التعليم والإشراف عليه وإدارته.


(١) فؤاد حمزة: البلاد العربية السعودية ص:٢٢٧
(٢) الزركلي: شبه الجزيرة ١/ ٦٤٦ بتصرف