للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن جابر رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال: "إنَّ بالمدينة لرجالاً ماسرتم مسيراً ولا قطعتم واديا إلاكانوا معكم حبسهم المرض" (١) فهؤلاء كتب الله لهم من الأجر ماكتب لا خوانهم المجاهدين في سبيل الله وذلك بسبب صلاح نياتهم واخلاصهم لله وحده.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (٢) .

وقد وردت بعض الآثار عن بعض السلف تبين أهمية النية ودورها في قبول العمل منها ماورد عن مطرف بن عبد الله قال: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية" (٣) .

وعن ابن المبارك قال: "رُبَّ عمل صغير تُعظمه النية، ورُب عمل كبير تصغره النية" (٤) .

وعن أبي سليمان: "طوبى لمن صحت له خطوة لا يريد بها إلا الله تعالى" (٥) .

فعلى الداعية إلى الله تعالى أن يخلص نيته لله تعالى، وأن يتجرد من حظوظ النفس ومن نزغات الشيطان، وأن يكون قصده وهدفه ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، وفي أنبياء الله ورسله - عليهم السلام - القدوة الحسنة، فإن القصد من دعوتهم إصلاحهم، وابتغاء الأجر والمثوبة من الله وحده.

قال تعالى عن نوح عليه السلام: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٦) وهكذا بقية الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ لا يريدون من دعوتهم إلا مرضاة الله تعالى.


(١) صحيح مسلم، ٣/١٥١٨، كتاب الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر.
(٢) صحيح مسلم،٤/٢٢٨٩، كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله، رقم ٢٩٨٥.
(٣) انظر جامع العلوم والحكم، ١٠/٧١.
(٤) المرجع السابق، نفس الصفحة.
(٥) انظر مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة، ٣٧٠-٣٧١.
(٦) سورة الشعراء، الآية (١٠٩) .