للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاء عمر رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يبكيان فقال يا رسول الله ما يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد عرض علي العذاب دون هذه الشجرة للذي عرض على أصحابك".

والشاهد منه أن الصحابة كانوا يدلون بآرائهم إذا استشارهم ولا يقولون لا حاجة إلى رأينا لأنك تعلم الغيب ولننقل كلاما يتمشى مع ما اقتضاه الكتاب والسنة.

وما كان عليه السلف الصالح: قال ابن الهمام في المسايرة في العقائد (ص٢٠٢) وذكر الحنفية تصريحا بالتفكير باعتقاد أن النبي صلى عليه وسلم يعلم الغيب لمعارضته قوله تعالى {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} هذا الكلام في الكتاب المذكور في خاتمة الفصل التاسع.

المسألة الثالثة وهي: هل الرسول ليس من البشر ?

وبقيت ثالثة الأثافي وهي من أغرب الغرائب وأعجبها قولهم: إن رسول الله ليس بشرا وتضليل من يقول إنه بشر وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل فنحن إذا مضطرون إلى أن نسوق الأدلة على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم.

آسفين أشد الأسف على من ينتسب إلى الإسلام ويؤمن بالقرآن والسنة ويصل في الانحطاط الفكري والضلال العقائدي إلى هذا المستوى.

١- قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} .

فالآية تنص على أن رسول الله من أنفس المؤمنين قال المفسرون: "إن المراد بقوله من أنفسهم أنه من العرب"وقال آخرون: "إن المراد أنه من البشر"ووجه المنة على التفسير الأول يفقهون عنه ويفهمون ولا يحتاجون إلى ترجمان.