للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل والمذاهب الأربعة المشهورة وهي أقربها صلة بالكتاب والسنة منبعي الشريعة، أتحدى إن كان واحد من هؤلاء الأئمة الراسخين الأربعة، قد طلب أن يكون له مذهب يسمى باسمه، ليقال بعد وفاته أنا مالكي أو حنفي أو حنبلي أو شافعي، إنكم تعلمون أن مالكاً رحمه الله وهو إمام دار الهجرة هذه أبى على الملك العباسي أن يحمل الأمة على موطئه وهو سنة خالصة، وقال للرشيد لا تفعل، فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتشروا في الأمصار، وكل منهم روى عن رسول الله فهل كان يقبل أن يجعل له مذهبا معينا ويسمى باسمه؟ وهكذا بقية هؤلاء الأئمة الكرام، ما كانوا إلا علماء حكماء يتعلمون من بعضهم، ويأخذ أحدهم مكانه في مجلس أخيه ليسمع منه العلم، وأتخيل انهم لوكانوا يعلمون أن أقواماً ستأتي بعدهم يكونون مذاهب تسمى بأسمائهم لبرئوا منهم، حتى لا يحملوا أنفسهم وزر المذهبية في الدين، وهكذا نرى من أصبح زيدياً وجعفرياً إلى آخر ما لا يعلمه إلا الله، من مذاهب ابتدعت ونسبت إلى ذوات أشخاص، مما يأباه دين سماه التنزيل باسم واحد {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلام} {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} ، ولو جاز تغيير هذا الاسم المقدّس، أو إضافة مذاهب بجانبه، لكان اسم الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأولى بأن ينسب إليه مذهب فيقال المذهب المحمدي، أو إلى أصحابه الأبرار، فيقال المذهب البكروي أو العمري وهكذا، وربما سمعتم قصة المسيحي الذي وقع على مسلم غبي ليسلم على يديه، فقال له: على أي المذاهب تريد أن تسلم؟ فقال له المسيحي: حتى أنتم عندكم مذاهب، لقد هربت من (الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت والمارون) ، إذاً دعني فيما أنا فيه، وحتى لا تجول جائلة بخاطر أحدكم فيقول: لماذا لم نعرج على الوهابية؟ وأنا أقول: كنا ونحن خارج هنا نقرأ عن الوهابية أنه مذهب وهابي، ينسب إلى محمد بن عبد الوهاب، وشاء الله أن آتي إلى هنا في عام سبعة وستين الهجري وستة