سألنا الأخ تاج الدين شعيب عن ذلك فقال: نعم ذلك حصل وإذا شئتم أن تروا بأنفسكم العمارة فلنذهب الآن فذهبنا ونزلنا عند المقصورة فرأينا لوحة على بابها الرئيسي كتب عليها اسم المشتري باللغة العربية وكتبت الآية الكريمة: {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ} وأخذنا نتجول حول الحائط الخارجي فوجدت بعض الناس وهم يصورون العمارة والتماثيل، والتماثيل نصبت على جدار داخلي غير الجدار الخارجي وهي كما ذكر، ولقد أفزعنا ذلك المنظر الذي جعل الناس يفدون ليروه ويصوروه وينشروه وأخذت أجهزة الإعلام كذلك تكرره على أسماع الناس وأبصارهم وتعلق عليه، مما جعل المسلمين ولا سيما العرب منهم يطأطئون رؤوسهم خجلا مما حصل، وعندنا رقم المقصورة واسم صاحبها ولو كان الأمر مستورا لما أشرت إليه أصلا ولكنه معروف مشهور ويعتبر حديث الناس، ومعروف أن التماثيل محرمة في الدين الإسلامي الحنيف، فكيف إذا كانت هذه التماثيل تحمل مناظر خلقية سيئة.
أليس كان الأجدر بطلبة الشعوب الإسلامية أن يكونوا قدوة للناس يدعونهم إلى الإسلام بسلوكهم بدلا من تنفيرهم بالسلوك السيء، أليس الأجدر بهؤلاء أن ينفقوا أموالهم الفائضة على بعض المراكز والمدارس الإسلامية التي تضطر إلى الإعانات المالية لنشر الإسلام فلا تجدها؟.
ألا فيلتق الله كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وليربأ بنفسه عن سلوك ينفر الناس من الإسلام، وليراقب المسئولون عن الشعوب الإسلامية أبناء شعوبهم في الداخل والخارج فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
وعمل الفرد في بلاد الغرب لا ينسب إليه وحده، ولا إلى شعبه وحده ولا إلى جنسه وحده، وإنما ينسب أول ما ينسب إلى دينه، وكم كان فرح اليهود وسرورهم بهذا الأمر وكم عملوا له من تمثيليات ولم يبق فرد يقرأ ويسمع الإذاعة أو يشاهد التلفزيون إلا عرف ذلك.