مسألة: في وجوب الجهاد مع كل إمام براً كان أو فاجراً
قوله:
ونرى الحج والجهاد ماضياً مع طاعة كل إمام براً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة. قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل. والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال -لا يبطله جَوْر جائر ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار) رواه أبو داود.
شرح:
قوله:(ولا نكفر أحداً بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل) . ذكرنا أن الذنوب يُخاف على أصحابها، فنخاف على أصحاب هذه الذنوب ولكن خوفنا لا يصل إلى الجزم. كذلك أيضاً؛ فإنه لا يخرج من الإسلام بذنب، لا نخرجه من الإسلام بهذا الذنب.
وإذا قيل: ما المراد بأهل القبلة؟ فنقول: هم كل من يستقبلون القبلة التي هي البيت الحرام، سواءً يستقبلونها في صلاتهم أو في أدعيتهم أو يستقبلونها بقلوبهم كما في قوله تعالى:(فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)(إبراهيم:٣٧) ؛ يسمون أهل القبلة لأنهم يهوون إليه، وكذلك سفرهم إليها لأداء المناسك، فهؤلاء أهل القبلة ما دام أنهم يصلون صلاتنا، ويستقبلون قبلتنا، ويأكلون ذبائحنا، ويشهدون بشهادتنا.
لكن إذا حدث عندهم شيء من النقص وشيء من الخلل فلا نخرجهم بهذا النقص ولا بهذا الخلل عن دائرة الإسلام، ولا نشهد لهم بالإيمان بل نقول: هم مسلمون. وإيمانهم الذي معهم قد يكون إيماناً ظاهراً، قد لا يكون محققاً في كل فرد منهم لقوله تعالى في الأعراب:(قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)(الحجرات:١٤) .
نشهد لهم بأنهم من جملة المسلمين ومن الأمة الإسلامية، ونمتنع عن التكفير أو التنسيق، وكذلك نحث على الأعمال الصالحة وعلى التوبة من الأعمال السيئة.