أما بقية الطوائف؛ فهم طوائف مختلفة في المعتقد، نذكر تعريفهم باختصار على ترتيب وجودهم.
فأول من وجد:(الخوارج) الذي خرجوا على علي، وكان من عقيدتهم التكفير بالذنب، فيجعلون الذنب كفراً والعفو ذنباً، ولذلك يستحلون دماء المسلمين، ويقولون: من فعل الكبيرة حل دمه وماله وسبي نسائه وأولاده ونحو ذلك، وقد قاتلهم علي رضي الله عنه، واستمروا موجودين في مدة خلافة بني أمية وهم يقاتلون يقوون تارة ويضعفون تارة إلى أن تفرقوا. ولكن بعد ذلك هدأت حدتهم فلم يقاتلوا، ودخلت فيهم أيضاً بدع أخرى، ويوجد منهم الآن في البلاد الأفريقية الألوف ولكنهم متسترون، ويوجد منهم أيضاً الطائفة الإباضية التي في عمان، ولكنها في الحقيقة معتزلة ولا يطبقون مذهبهم تماماً.
وبعدهم خرجت (القدرية) الذين ينكرون من القدر العلم السابق، وأول من خرج منهم معبد الجهني، ثم غيلان القدري، ينكرون علم الله بالأشياء قبل وجودها يقولون: لا يعلم الأشياء حتى تحدث. وهؤلاء الذين قال فيهم الشافعي: ناظروهم بالعلم فإن أقروا به خُصموا وإن جحدوه كفروا.
ثم حدثت فيهم بدعة أشد من هذه وهي إنكار قدرة الله على الهداية والإضلال، وأن الله ليس على كل شيء قدير، وأنه لا يهدي ولا يضل من يشاء، وهؤلاء هم القدرية الذين أنكروا القدرة. وقال فيهم الإمام أحمد: القدر قدرة الله -يعني من اعترف بأن الله على كل شيء قدير فقد خصم القدرية، خاصموهم بهذه الكلمة قولوا لهم: أليس الله على كل شيء قدير؟ إذاً فكيف يخرج عن قدرته كونه يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وله الحكمة في ذلك.