لقد نشأت هَذِه الرّوح مُنْذُ ذَلِك الْحِين ثمَّ مَا زادتها الْأَيَّام والأحداث إِلَّا اشتعالاً واتقاداً وتفجراً وغلياناً، إِذْ دأب رجال الْكَنِيسَة إِلَى إبْقَاء جذوتها متقدة متوهجة، منتهزين كل انتصار يحرزه الْمُسلمُونَ ليسهل عَلَيْهِم تسخيرها فِي أَي وَقت لدفع الكتل البشرية النَّصْرَانِيَّة فِي موجات تخريبية من الْغَزْو الصليبي المدمر، والفتك بِالْمُسْلِمين كلما قدرُوا عَلَيْهِم.. وَلَيْسَ هَذَا فَحسب بل أَرَادَ رُؤُوس المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي أَن يجْعَلُوا هَذِه الرّوح الحاقدة تقليداً لأتباعهم وشعوبهم وطقساً من طقوسهم يشيب عَلَيْهَا الْكَبِير، وينشأ عَلَيْهَا الصَّغِير، ويرضعها الْوَلِيد مَعَ لبن أمه.. وَذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي التَّخَلُّص من الْإِسْلَام ورد الْمُسلمين عَنهُ أَو إبادتهم هُوَ الشّغل الشاغل لكل نَصْرَانِيّ على وَجه الأَرْض وَلَيْسَ فَقَط لرؤوس المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي..
وَهَكَذَا نجد أَن الرّوح الصليبية ذَات تَأْثِير عميق جدا على نظرة المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي إِلَيْنَا وَمن ثمَّ علاقتهم بِنَا، إِلَى دَرَجَة أَنَّهَا تشكل شطر منطلق على نظرة المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي إِلَيْنَا أما الشّطْر الآخر لهَذَا المنطلق فقد نَشأ من نفس الظروف والأحداث الَّتِي نشأت عَنْهَا الرّوح الصليبية.. هَذَا الشّطْر الآخر: هُوَ الثأر الْقَدِيم الَّذِي يشْعر بِهِ المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي تجاه الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين..