للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولقائلٍ أن يقول: حسبك! فليس بعد هذا الكلام من مقال، وماذا عسى أن يأتي أحدٌ في الإسلام بأشنع منه، وهو من المنتسبين له.

ونقول: كلا، فالرازي - مع جرأته الفظة على الصحابة - من المعتدلين في المسألة، ولهذا تجد أكثر الأشاعرة المعاصرين يقولون بنحو كلامه لما فيه من الاعتدال، (حرصًا منهم على جمع الصف ووحدة الكلمة!). وإلا فلديهم من هو أصرح منه في بيان حقيقة منهج المذهب، وموقفه من النصوص.

لقد جاء بعده من نص بصراحة على أنه لا يجوز التمسك بالأدلة النقلية في العقليات جميعها؛ كأبواب الصفات، والقدر، والحسن والقبح ... الخ، ولا يجوز التمسك بها في السمعيات؛ كالحوض، والجنة والنار إلا بشرط عدم معارضتها للعقل، سواءً أكانت متواترةً أم آحادًا.

فالمسألة هنا لها منطلق واعتبار آخر.

وعلى هذا نص أصحاب الحواشي على (العضدية) و (المواقف) و (المقاصد) (١)، وهو الذي عليه ظاهر صنيع العضد الإيجي في (المواقف)، وقد نقلناه من قبل.


= وهولاكو والطوسي وابن العلقمي من الشهد، وربما لأجله قتلوا الملايين من المسلمين، إلا أولاد الرازي فقد حملوهم معززين مكرمين إلى جنكيز خان.
(١) ننبه إلى أن صاحب (المقاصد) ماتريدي المنهج، ولكن الفوارق بن الأشعرية والماتريدية محدودة، ولا سيما أن أكثرها في قضايا عقلية بدعية لا تهم الباحث الذي لا شأن له بما خرج عن منهج السلف من خلافات بدعية.

<<  <   >  >>