للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النَّسَائِيّ"، وَلَا"سنَن ٠٠٠"١ إِلَّا إِذا قصدنا بذلك أَنه لَا يملك حق رِوَايَة هَذِه الْكتب لعدم سَمَاعه لَهَا من حَمَلَتها. وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن هذَيْن الْكِتَابَيْنِ "سنَن النَّسَائِيّ" و"جامِع التِّرْمِذِيّ" موجودان عِنْده بِالْفِعْلِ. وَكَانَ يستعملها بطرِيق "الوجادة" غَالِبا، وَأَحْيَانا يرْوى عَنْهُمَا بِالْإِسْنَادِ الْمُتَّصِل. وهاك أَدِلَّة ذَلِك:

١-سنَن النَّسَائِيّ:

- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: "لفظ حَدِيث ابْن نَاجِية. وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ..."٢.

- وَقَالَ:"وَبَلغنِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ أَنه قَالَ: هَذَا حَدِيث ... "٣.

- وَقَالَ: "وَأخرجه أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ فِي (كتاب السّنَن) من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة هَكَذَا فِي (مسح الرَّأْس مرَّتَيْنِ) "٤ وَهنا ذكر عزوه إِلَى السّنَن صَرَاحَة.

- وَقَالَ: "وَرَوَاهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ عَن عبيد الله بن سعيد عَن عبد الله بن الْحَارِث المَخْزُومِي، فَقَالَ فِي الأول: (وَالْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق) . وَقَالَ فِي الثَّانِي: قَالَ عبد الله بن الْحَارِث، ثمَّ قَالَ (فِي الْعشَاء أرى إِلَى ثلث اللّيل) "٥.

وبالرغم من صَرَاحَة هَذِه الشواهد فِي دُخُول "سنَن النَّسَائِيّ" فِي جملَة موارد الْبَيْهَقِيّ إِلَّا أَنه من الضَّرُورِيّ أنّ أنبّه هُنَا إِلَى أَنَّ الإِمَام الْبَيْهَقِيّ قد تحمل قسما من هَذِه السّنَن عَن طَرِيق شَيْخه أبي عبد الله الْحَاكِم، وَاسْتعْمل بَعْضًا من هَذِه المرويات بِإِسْنَادِهِ عَن الْحَاكِم إِلَى النَّسَائِيّ فِي "سنَنه" وهاك شَوَاهِد ذَلِك:

- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: "أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ، أَخْبرنِي أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ، أَنبأَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن شُعَيْب الْفَقِيه بِمصْر..." وسَاق الحَدِيث٦.

وَهَذِه صور إِسْنَاد الْبَيْهَقِيّ إِلَى "سنَن النَّسَائِيّ":

أ- الْحَاكِم عَن أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ عَنهُ٧.


١ الذَّهَبِيّ سير النبلاء: ١٨/ ١٦٥.
٢ الْبَيْهَقِيّ السّنَن الْكُبْرَى: ٧/١٨٣.
٣ الْمصدر السَّابِق: ٨/٢٩٨. وَقد تبين لي من خلال دراسة مَنْهَج الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَدَاء أَنه يسْتَعْمل صِيغَة "بَلغنِي فِي الوِجادات وَبِهَذَا يكون سنَن النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ كِلَاهُمَا موجدان عِنْده بيد أَنه لم يتَمَكَّن من سماعهما أَو أَنه عدل لأسباب تحدثنا عَنْهَا آنِفا".
٤ الْمصدر السَّابِق: ١/ ٦٣.
٥ الْمصدر السَّابِق: ١/ ٣٧٣.
٦ الْمصدر السَّابِق: ٤/ ٣٥٤.
٧ الْمصدر السَّابِق: ٤/٢٦، ٥/ ٣٢٤، ٧/ ١٨٣.

<<  <   >  >>