للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إسحاق عليه السلام]

وقد ذكرنا أنه لما بلغ إبراهيم عليه السلام الكِبَر -هو وزوجته سارة- بشّره الله أنه سيولد له إسحاق (١) من زوجته سارة، وسيكون نبياً، ويولدُ من ذرية إسحاق نبيٌ أيضاً وهو يعقوب عليهم السلام.

وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ نبيَّه إسحاق بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَوُلِدَ لِهُ يَعْقُوبُ وَهُوَ إِسْرَائِيلُ الَّذِي يَنْتَسِبُ إِلَيْهِ سَائِرُ أَسْبَاطِهِمْ فَكَانَتْ فِيهِمُ النُّبُوَّةُ، وَكَثُرُوا جِدًّا بِحَيْثُ لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا الَّذِي بَعَثَهُمْ، وَاخْتَصَّهُمْ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ حَتَّى خُتِمُوا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.


(١) قال ابن كثير: وقد وُلِدَ إسحاق -وَلِأَبِيهِ مِائَةُ سَنَةٍ- بَعْدَ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلَ بِأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ عُمُرُ أُمِّهِ سَارَّةَ حِينَ بُشِّرَتْ بِهِ تِسْعِينَ سَنَةً، وذكر أهل الكتاب أن إسحاق تزوج في حياة أبيه وولدت زوجته غلامين توأمين: أولهما سموه عيصو، وهو الذي تسميه العرب العيص، وهو والد الروم. والثاني خرج وهو آخذ بعقب أخيه؛ فسموه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينسب إليه بنو إسرائيل.

<<  <   >  >>