للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجود بذل الموجود"، ولو كان كذلك لانتفى اسم السرف والتبذير، اللذين ورد الكتاب بذمّهما، وجاءت السنة بالنهي عنهما، فمن كان سخيا سمّي كريما مستوجبا للحمد، ومن قصَّر عنه سمّي بخيلاً مستوجبا للذم.

والسخيّ قريب من الله، قريب من خلقه، قريب من الجنة، بعيد من النار.

والبخيل بعيد من الله، بعيد من خلقه، بعيد من الجنة، قريب من النار١.

فجود الرجل يقرِّبه إلى أعدائه، وبخله يُبغضه إلى أولاده.

فالكريم المتصدِّق يعطيه الله ما لا يُعطي البخيل الممسك، ويوسِّع عليه في ذاته وخُلُقِه ورزقِه ونفسِه وأسباب معيشته جزاءً له من جنس عمله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ٢.

وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة

أيها المسلم: أنت أخ كريم، أنت مسلم عاقل، تؤمن


١ انظر: "الوابل الصيِّب" لابن القيِّم ص ٧٦ ٨٢.
٢ سورة الحشر، الآية: ٩.

<<  <   >  >>