للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهناك اعتراضان رئيسيان في المجموعة الثانية للاعتراضات، الأول هو أن ما يمثله عدد النسب الجغرافية في نيسابور في وقت ما لا يتعدى العدد النسبي للعلماء المسافرين طلباً للعلم، وليس له أية علاقة بالأشكال الأخرى لحركة النقل على الطرق، إلا أنه توجد دلائل عديدة تشير إلى خلاف ذلك، ففي المكان الأول كما أشار"س. د. كويتين"، وكما هو واضح من عدد كبير من التراجم موضوعة البحث، فإنه يندر سفر رجال بمفردهم، إذ أن الطرق العامة كانت غير مأمونة، والطريقة الاعتيادية كانت أن يصاحب الفرد قافلة عند انتقاله من مكان إلى آخر، والذي يقوي احتمال قيام الفرد بهذا الأمر هو كون كثير من العلماء إن لم نقل معظمهم كانوا يجمعون بين الدراسة والشغل فكانوا يسافرون كتجار للاشتغال في تجارتهم ويشغلون أنفسهم بطلب العلم خلال بقاءهم الذي قد تطول أو تقصر مدته في المدن المختلفة. وأخيراً فإنه من الواضح أن مدينة بحجم وأهمية نيسابور كانت مغناطيساً لجذل العلماء والتجار، والعوامل التي تؤثر على أسفار أحد النوعين من الناس كفقدان الأمن على الطريق والصراع السياسي تؤثر كذلك على النوع الآخر من المسافرين بنفس الطريقة

<<  <   >  >>