من الْأَحْكَام وَلم يتنازعوا فِي آيَات الصِّفَات وأخبارها فِي مَوضِع وَاحِد بل اتّفق الصَّحَابَة والتابعون على إِقْرَارهَا وإمرارها مَعَ فهم مَعَانِيهَا وَإِثْبَات حقائقها، وَهَذَا يدل على أَنهم أعظم النَّوْعَيْنِ بَيَانا وَأَن الْعِنَايَة ببيانها أهم، لِأَنَّهَا من تَمام تَحْقِيق الشَّهَادَتَيْنِ وإثباتها من لَوَازِم التَّوْحِيد فبينها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَرَسُوله بَيَانا شافياً لَا يَقع فِيهِ لَيْسَ".
وآيات الْأَحْكَام لَا يكَاد يفهم مَعَانِيهَا إِلَّا الْخَاصَّة من النَّاس.
وَأما آيَات الصِّفَات فيشترك فِي فهم مَعْنَاهَا الْخَاص وَالْعَام، أَعنِي فهم أصل الْمَعْنى لَا فهم الكنه والكيفيفة١.
وَقَالَ أَيْضا: وَهَذَا أَمر مَعْلُوم بِالْفطرِ والعقول السليمة والكتب السماوية أَن فَاقِد صِفَات الْكَمَال لَا يكون إِلَهًا وَلَا مُدبرا وَلَا رَبًّا، بل هُوَ مَذْمُوم معيب نَاقص، لَيْسَ لَهُ الْحَمد لَا فِي الأولى وَلَا فِي الْآخِرَة، وَإِنَّمَا الْحَمد فِي الأولى وَالْآخِرَة لمن لَهُ صِفَات الْكَمَال ونعوت الْجلَال الَّتِي لأَجلهَا
١ - مُخْتَصر الصَّوَاعِق الْمُرْسلَة (١/١٥) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute