وَقَالَ رَحمَه الله: فَأَما حَدِيث أُسَامَة فَإِنَّهُ قتل رجلا أَدعِي الْإِسْلَام بِسَبَب أَنه ظن أَنه، مَا إدعاه إِلَّا خوفًا على دَمه وَمَاله، وَالرجل إِذا أظهر الْإِسْلَام وَجب الْكَفّ عَنهُ حَتَّى يتَبَيَّن مِنْهُ مَا يُخَالف ذَلِك وَأنزل الله فِي ذَلِك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} ١.
أَي فتبثوا فالآية تدل على أَنه يجب الْكَفّ عَنهُ والتثبيت فَإِن تبين بعد ذَلِك مَا يُخَالف الْإِسْلَام قتل لقَوْله: {َتَبَيَّنُوا} وَلَو كَانَ لَا يقتل إِذا قَالَهَا لم يكن للتثبيت معنى، وَكَذَلِكَ الحَدِيث الآخر وَأَمْثَاله مَعْنَاهُ مَا ذَكرْنَاهُ من أَن من أظهر الْإِسْلَام والتوحيد وَجب الْكَفّ عَنهُ إِلَّا أَن يتَبَيَّن مِنْهُ مَا يُنَاقض ذَلِك ... وَالدَّلِيل على هَذَا أَن الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي قَالَ: "أقتلته بَعْدَمَا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله" وَقَالَ: "أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله" هُوَ الَّذِي قَالَ فِي الْخَوَارِج "أَيْنَمَا لقيتموهم فاقتلوهم، لَئِن أدركتمهم لأقتلنهم قتل عَاد " مَعَ كَونهم من أَكثر النَّاس تهليلاً حَتَّى أَن الصَّحَابَة يحقرون أنفسهم عِنْدهم، وهم تعلمُوا الْعلم من الصَّحَابَة، فَلم تنفعهم
١ - من الْآيَة (٩٤) . من سُورَة النِّسَاء.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute