و"سعيد بن عامر" كان في حديثه بعضُ الغلط كما قال أبو حاتم؛ فلا التفات إلى مخالفته، مع وقوع خلاف عليه فيه؛ فأخرجه البيهقي في "السنن الصغرى" (١٧٦)، من طريق عبد الله بن محمد، عنه، به، ولكنه رفعه. * أيوب: أخرجه الترمذي في "الجامع" (أبواب الطهارة، باب ما جاء في سؤر الكلب، ١/ ١٥١/ رقم ٩١) -ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (١/ ٤٥/ رقم ٦٦) -: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، حدثنا معتمر بن سليمان: سمعتُ أيوب به، مرفوعًا. وفيه بعد لفظة: "أولاهن أو أُخراهن بالتراب": "وإذا ولغت فيه الهرة غسل مرة". قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي من غير وجهِ عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يذكر فيه الهرة". وأعله ابن الجوزي بقوله: "فيه سوار، قال سفيان الثوري: ليس بشيء"! وهذا عجب منه؛ فإن سوّار هذا -شيخ الترمذي- ولد بعد موت سفيان بنحو عشرين سنة، وكلام سفيان في جدّ سوار هذا، واسمه: سوار بن عبد الله بن قدامة. وتعقب ابنَ الجوزي غيرُ واحدٍ من المحققين، مثل: ابن دقيق العيد في "الإمام" -فيما نقل عنه الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ١٣٥) -، ومحمد بن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (١/ ٢٧٣). ولفظة: "وإذا ولغت فيه الهرة" من كلام أبي هريرة وليس من المرفوع؛ كما سبق بيانه قريبًا عند تخريجنا لحديث رقم (٧٢). وأخرجه الشافعي في "المسند" (ص ٨)، وفي "الأم" (١/ ١٩)، والحميدي في "المسند" (٢/ ٤٢٨/ رقم ٩٦٨)، وأبو عوانة في "المسند" (١/ ٢٠٨) والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٤١)، و"المعرفة" (٢/ ٥٨/ رقم ١٧٣٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ١٥٨)، والبغوي في "شرح السنة" (٢/ ٧٣ - ٧٤)؛ جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. =