للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لحى الله امرءاً أعطاك سراً ... فبحت به وفض الله فاه

فإنك بالذي استودعت منه ... أنم من الزجاج بما وعاه

وهذا كقول السري الموصلي:

وإنك كلما استودعت سراً ... أنم من النسيم على الرياض

ولابن وكيع [في هذا المعنى] :

صديق قد ندمت على اختياري ... له لما تأمله اختباري

ينم بسر مسترعيه سراً ... كما نم الظلام بسر نار

أنم من النصول على مشيب ... ومن صافي الزجاج على عقار

أبو الحسن الموسوي النقيب:

ما السؤدد المكسوب إلا دون ما ... يومي إليه السؤدد المولود

فإذا هما اتفقا تكسرت القنا ... إن غولبا وتضعضع الجلمود

وقال:

أمسيت أرحم من قد كنت أغبطه ... لقد تقارب بني العز والهوان

ومنظر كان بالسراء يضحكني ... يا قرب ما عاد بالضراء يبكيني

وقال:

أنت الكرى مؤنساً طرفي وبعضهم ... مثل القذى مانعاً عيني من الوسن

لقد تمازج قلبانا كأنهما ... تراضعا بدم الأحشاء لا اللبن

وقال:

اشتر العز بما بي? ... ع فما العز بغال

بالقصار الصفر إن شئ? ... ت أو السمر الطوال

ليس بالمغبون حظاً ... مشترٍ عزاً بمال

إنما يدخر الما ... ل لحاجات الرجال

والفتى من جعل المعرو ... ف أثمان المعالي

أبو الفضل بن العميد:

لن يصرف الدهر عن سجيته ... إرب أريب وحول ذي حيل

أي معين صفا على كدر الد ... دهر وأي النعيم لم يزل

وقال:

آخ الرجال من الأبا ... عد والأقارب لا تقارب

إن الأقارب كالعقا ... رب أو أشد من العقارب

وقال الكندي: الأب رب، والأخ فخ، والعم غم، والخال وبال، والولد كمد، والأقارب عقارب. وإنما المرء بصديقه.

[وقال] الصاحب أبو القاسم بن عباد:

حفظ اللسان راحة الإنسان ... فاحفظه حفظ الشكر للإحسان

فآفة الإنسان في اللسان

وقال:

مرادي من الدنيا صديق مساعد ... وليس يريد الدهر لي ما أريده

ومن يكن القاضي خصيماً له فقد ... أضر به إقراره وجحوده

فمهما ادعى حقاً له عاد باطلاً ... ولو أن كل العالمين شهوده

وعز على الإنسان إثبات حجة ... إذا كان حكاماً عليه عميده

[وقال] علي بن عبد العزيز القاضي:

يقولون لي: فيك انقباض، وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما

إذا قيل: هذا مورد قلت: قد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما

ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت إلا لأخدما

أأغرسه عزاً فأجنيه ذلة ... إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالإعراض حتى تجهما

[وقال] أبو بكر الخوارزمي:

علق غدا بياعه ... مبتاعه لهوانه

كالفرج لم يخطب فصا ... ر أخوه من أختانه

[وقال] إسماعيل الشاشي:

وجود المنى ألا تكاثر في المنى ... ونيل الغنى ألا تفكر في الغنى

ومن كان للدنيا أشد تضوراً ... تجده عن الدنيا أشد تصونا

عبرة:

لا يؤيسنك من عثمان حدته ... وإن تطاير من أثوابه الشرر

فإن حدته والله يكلؤه ... كالبرق والرعد يأتي بعده المطر

[وقال] أبو الفتح البستي:

إذا أحسست في لفظي فتوراً ... وخطي والبلاغة والبيان

فلا تعجب لذاك فإن رقصي ... على مقدار إيقاع الزمان

وقال أيضاً:

بقية العمر عندي ما لها ثمن ... وإن غدا خير محبوب من الثمن

يستدرك المرء فيها ما أفات ويح? ... يي ما أمات ويمحو السوء بالحسن

ونثر هذا النظم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه [وقال] الأمير أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي:

كم والد يحرم أولاده ... وخيره يحظى به الأبعد

كالعين لا تبصر ما حولها ... ولحظها يدرك ما يبعد

وقال:

أطالب أيامي بإنجاز موعدي ... وها هي تلوي بالوفاء وتجمح

أقول عساها أن تلين لمطلبي ... قليلاً فبعض الشوط بالتمر يسمح

أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي:

<<  <   >  >>