للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا. قال: إنما قال الله: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}.

وهو الذي في السماء، لا يمسه إلا الملائكَة. ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا.

وعن قتادة في قوله: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} قال: ذاكم عند رب العالمين، والمطهرون من الملائكة، فأما عندكم فيمسه المشرك والنجس والمنافق الرجس.

وعن أبي العالية قال: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: الملائكة، ليس أنتم يا أصحاب الذنوب.

وعن مالك قال: أحسن ما سمعت فى هذه الآية {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}: إنها بمنزلة الآيات التي في عبس {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ}.

وعن سعيد بن جبير قال: في كتاب مكنون: في السماء. إلاَّ المطهّرون: الملائكة.

الآية -موضوع البحث- ليست دليلاً على حرمة مس القرآن وحمله لغير المتوضئين، فننتقل للمصدَر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، إلى أحاديث رسول الله عليه السلام. هل هناك أحاديث صحيحة تمنع ذلك؟ هناك حديث عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه، عن جده أن النبي عليه السلام كتب كتاباً إلى أهل اليمن وكان فيه: " لا يمسّ القرآن إلا طاهر ". رواه الحاكم والبيهقي والطبراني والدارقطني.

لكنه ضعيف. قال الشوكاني في نيل الأوطار: " وفي إسناده سويد بن أبي حاتم، وهو ضعيف. وذكر الطبراني في الأوسط أنه تفرد به.

<<  <   >  >>