للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من البلاء أن تعاتب صديقك كل صباح ومساء، ومن العناء إزالة الأحقاد من صدور النساء.

عجبتُ لمن لهُ قَدٌّ وحَدٌّ ... ويَنبو نَبْوَةَ السيّف الكَهامِ

إني أتعجب من الرجل القوي القادر كيف يخفق في تحقيق مطالبه كأنه السيف الكليل الذي لا يقطع.

عدوُّكَ من صديقِك مستفادٌ ... فلا تستكثرنَّ مِنَ الصحابِ

عدوك يأتي من صديقك، فلا تكثر من الأصحاب كيلا يتحولوا إلى أعداء.

عَدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ ... والجمرُ يوضَعُ في الرمادِ فيخْمدُ

البلادة تعدي مثل المرض، فلا تعاشر البلداء فتفقد رجولتك وعزيمتك، كما تفقد الجمرة لهيبها إذا طُمرت في الرماد.

عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيهِ ... يكونُ وراءَه فَرَجٌ قريبُ

أرجو الله أن يفرج عني ما ألاقي من كرب وضيق.

عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إِن منعتَه ... من اليومِ سؤلاً أن يكونَ لهُ غَدُ

لا ترد سائلك محروماً فربما حقق المستقبل آماله وأصبح مسؤولاً مرزوقاً.

عسى فَرَجٌ يأتِي به اللهُ إنه ... له كُلَّ يومٍ في خليقَتِهِ أمْرُ

أرجو الله أن يأتي بالفرج، وهو القادر على أن يفعل ما يشاء، ويغير ما يريد.

عَشِقَ المكارمَ فَهْو مُعْتمِدٌ لها ... والمكرماتُ قليلةُ العُشّاقِ

لقد أحب هذا الرجل المكرمات، والذين يحبون المكرمات قلائل.

عصاني فلم يلقَ الرشادَ وإنّما ... تكشّفُ عن أمْرِ الغوِيِّ عواقِبُهْ

نصحته فعصاني فضل ضلالاً بعيداً، والعواقب هي التي تكشف أصحاب الضلال.

عفا اللهُ عنْ هذا الزمانِ فإِنَّهُ ... زمانُ عقوقٍ لا زَمانُ حُقوقِ

عفا الله عن أهل هذا الزمان فقد تعودوا فعل العقوق وإنكار الحقوق.

عُقبى اليمينِ على عُقبى الوَغى ندَمُ ... ماذا يزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ

القسم على الحرب خطأ، فليس القسم هو الذي يزيد شجاعة المقاتلين.

على الحاجاتِ أقفالٌ ثقالٌ ... مفاتِحُها الهدايا في الظَّلامِ

إن حاجات الناس لا يلبيها حكام الناس إلا بعد الرشاوى والهدايا، فكأن الحاجة موضوعه في يبت عليه قفل ثقيل، وكأن الرشوة هي مفتاح هذا القفل.

علامةُ الرضّاءِ بالمقدورِ ... صَبْرُكَ في تصرفِ الأمورِ

علامة رضاك بقدرك صبرك على مصائبك.

على المرءِ أن يسعى لما فيه نَفعُه ... وليسَ عليهِ أن يساعدَهُ الدّهْرُ

على المرء أن يسعى إلى كل خير، ولكنه لا يستطيع أن يجبر الدهر على مساعدته في إدراك مطاليبه.

على قدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ ... وتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المكارمُ

العزيمة على قدر صاحبها، والمكرمة على قدر فاعلها.

عليكَ بإقلالِ الزيارةِ إِنها ... إذا كثُرَتْ كانتْ إلى الهجر مَسْلَكا

لا تكثر زيارة الصديق فهي طريق الملل والهجر.

عليكَ بأوساطِ كُلّ الأمورِ ... وعَدِّ عَنْ الجانِبِ المُشْتبِهْ

كن في أمورك معتدلاً ولا تسرف.

عليكَ بالحفظ دون الكتْبِ في وَرقٍ ... فإِن للكتُبِ آفاتٍ تُفَرِّقُها

احفظ العلم في صدرك لا في كتبك، فالكتب معرضة للآفات والفقد، فالعلم في الصدور لا في السطور.

عليكَ بأوساطِ الأمورِ فإِنَّها ... طريقٌ إلى نجحِ الصّوابِ قويمُ

كن في أمورك معتدلاً فالاعتدال هو الطريق القويم.

عليكَ بحسنِ الصّبر في كلِّ حاجةٍ ... فما صابرٌ فيما يرومُ بنادمِ

اصبر على ما تطلب، فالصابر لا يندم.

عن المرءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قرينِهِ ... فكلُّ قرينِ بالمُقارِنِ يَقْتَدي

إذا أردت أن تعرف إنساناً فاسأل عن أصحابه، فالصديق يقتدي بالصديق.

عندَ الصّباح يَحمَدُ القومُ السّرى ... وتنجلِي عنهمْ غيَابات الكرى

إذا طلع الصباح حمد الركب سيرهم في الليل، فراحوا، وعلموا أنهم قطعوا مسافات طويلة، لا يقطعون مثلها إذا ساروا في النهار وفي حر الشمس، وذهب عنهم النعاس.

عَنّي إليكَ فإِني لا يُوافِقُني ... عُورُ الكلامِ ولا شُربٌ على الكَدَرِ

اذهب عني فأنا لا أحب الكلام البذيء ولا الماء الكَدِر.

عِيُّ المحبِّ لدى الحبيبِ بلاغةٌ ... ولربما قَتلَ البليغَ لسانُهُ

<<  <   >  >>