وقد يتزيا بالهوى غير أهله ... ويصحبُ الإنسان من لا يلائمه
قد يدعي الحب من لا يحب ويصحب الإنسان من لا يناسبه.
وقلّ من جَدّ في أمرٍ يحاوله ... فاستصحبُ الصبرَ إلا فازَ بالظفر
كل من جد في أمر وصبر عليه لا بد أن يدركه.
وقيدت نفسي في ذراك محبةً ... ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا
لقد قيدني حبك لأنك محسن، والإنسان يقيده الإحسان.
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ ... زيادتُه أو نقصه في التكلم
كم من صامت يعجبك منظره، فإذا تكلم نقص في عينك أو زاد.
وكثيرٌ من السؤال اشتياق ... وكثيرٌ من ردّه تعليلُ
من أكثر من السؤال عن صديقه كان مشتاقاً إليه، ومن أقل من السؤال كان متهرباً يحاول أن ينسى.
وكلّ امرئٍ يولي الجميل مُحببٌ ... وكلّ مكانٍ يُنبتُ العزّ طيّبُ
كل محسن يحبه الناس، وكل مكان عزيز يطيب للناس.
وكلّ شديدةٍ نزلت بقومٍ ... سيأتي بعد شدتها رخاءُ
كل مصيبة وفقر لا بد أن يعقبهما الفرج والغنى
وكلّ طريقٍ أتاهُ الفتى ... على قدرِ الرجل فيه الخطا
يحدد مسافة كل طريق عدد الخطا التي تخطوها
وكلّ قرينٍ إلى شكله ... كأنس الخنافس بالعقرب
كما تأنس الخنفساء بالعقرب يأنس الشبيه بالشبيه.
وكلّ يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن حبّ النفس للنفس قائد
كل إنسان يعرف طريق الشجاعة والكرم ولكن حبه لنفسه يحول دون سلوكها، فيرضى بالجبن والبخل.
وكم من أكلة منعت أخاها ... للذّة ساعةٍ أكلاتِ دهر
رب أكلة منعت أكلات
وكم من حافرٍ لأخيه ليلاً ... تردى في حفيرته نهارا
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
وكم من طالب يسعى لأمرٍ ... وفيه هلاكه لو كان يدري
كم من رجل يسعى إلى حتفه بظلفه.
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
رب عائب للقول الصحيح لأنه لا يفهمه
وكم من نعمة لله في طي نقمةٍ ... ترجّى ومكروهٍ حلا بعد إمرار
رب نعمة في أثر نقمة، ورب حلو كان مراً.
وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرك منهم ثغر مبتسم
احذر الناس ولا تخدعك ابتساماتهم لك
وكيف ملامتي مع شيب رأسي ... على خلقٍ نشأتُ به غلاما
كيف يلومني الناس، وقد أصبحت عجوزاً كبيرا على خلق نشأت عليه صبيا صغيرا
ولا أتلقى الشرّ والشرّ تاركي ... ولكنْ متى أحمل على الشرّ أركب
لست أبداً أحداً بالشر ولكني إذا اضطرني الناس إلى فعل الشر فعلته.
ولا بدّ للقلب من آلةٍ ... ورأي يُصدّع صمّ الصفا
لا بد لمن يريد أن يحقق آمال قلبه من وسائل تمكنه من تحقيقها، ولا بد له من رأي يفلق الحجر.
ولا بدّ من شكوى إلى ذي حفيظةٍ ... إذا جعلت أسرارُ نفسي تطلّع
لا بد للإنسان من أن يشكو آلامه إلى صديق كريم شجاع إذا ضاقت نفسه بأسرارها.
ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أن يتوجع
لا بد للإنسان من أن يشكو آلامه إلى صديق كريم مخلص فإما أن يواسيه في مصائبه أو يسليه عنها، أو يتوجع معه منها إذا لم يستطع مواساته أو تسليته.
ولا تُظهرن ودّ امرئ قبل خبره ... وبعد بلاء المرء فاذمم أو احمد
لا تصاحب أحدا قبل أن تختبره فإذا اختبرته فامدحه أو ذمه
ولا تَعجل على أحدٍ بظلمٍ ... فإنّ الظلم مرتعه وخيمُ
لا تظلم أحداً فالظلم وخيم العواقب.
ولا تفحش وإن ملئت غيظاً ... على أحدٍ فإنّ الفحش لوم
ولا تكن فاحش الكلام وإن غضبت فالفحش لؤم ونذالة.
ولا تقطع أخاً لك عند ذنبٍ ... فإنّ الذنبَ يغفره الكريم
إذا أذنب أخوك فلا تقطع صداقته فالكريم يغفر الذنوب.
ولا خيرَ في جهل إذا لم يكن لهُ ... حليمٌ إذا ما أوْرَدَ القوم أصدرا
لا خير في الطيش إذا لم يكن للجهل حليم يعرف كيف يدبر الأمور، ويصلح الناس.
ولا خيرَ في حلمٍ إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوة أن يكدرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن للحلم ما يدل على أن عاقبته خير وأن صاحبه لن يندم عليه.
ولا خير في ودّ امرئٍ لم يكن له ... على طول مرّ الحادثات بقاء