وما الموتُ إلا رحلةٌ غير أنها ... من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
الموت رحلة من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية.
وما الناسُ إلا ظاعنٌ وابنُ ظاعن ... وثاو قريحُ العينِ تبكي لراحل
الناس فريقان: ميت فارق الحي، وحي يبكي على الميت.
وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوارُ والظّلم
ماذا تنفع المرء عينه إن لم يميز بها بين النور والظلام وماذا ينفع الإنسان عقله إذا لم يميز به بين الحق والضلال.
وما بعضُ الإقامة في ديارٍ ... يهانُ بها الفتى إلا عناءُ
العيش في بلاد يهان فيها المواطن بلاء ما بعده بلاء.
وبعضُ خلائقِ الأقوام داءٌ ... كداء البطن ليس لهُ شفاءُ
بعض الأخلاق لا تستقيم كما أن داء المعدة لا دواء له.
وبعضُ القول ليسَ له عناجٌ ... كخض الماءَ ليسَ لهُ إناءُ
بعض القول لا معنى له، كما أن الماء لا زبدة فيه.
وكل شديدةٍ نزلتْ بقومٍ ... سيأتي بعدَ شدتها رخاءُ
كل مصيبة سيأتي بعدها فرج.
ولا يعطى الحريصُ غنىً لحرصٍ ... وقد ينمي على الجودِ الثراءُ
لا يزيد الحرص مال الحريص، ولا ينقص الكرم مال الكريم بل يزيده.
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ ... ولا مُزرٍ بصاحبهِ السّخاءُ
لا ينفع البخيل ماله ولا يعيب الكريمَ جودُه.
وما بلدُ الفتى إن كان فيه ... قليلَ المال إلا دارُ غربه
إذا كنت تعيش في بلدك وأنت فقير فكأنك تعيش في غربة.
وما بينَ الدّنايا والمنايا ... لدى الحرّ الكريم النفسِ فرقُ
لا يفرق الحر بين الدنية والمنية، بل ربما وجد المنية أحلى طعما
وما بين الردى والذلّ فرقٌ ... سوى أن الرّدى بالحرّ أولى
لا فرق بين الموت والذل بل أن الموت أجدر بالحر من العيش الذليل
وما تخفى الضغينةُ حيث كانتْ ... ولا النظر الصحيح من السقيم
لا يخفى الحقد في قلب الحقود، ولا يخفى نظر الصديق ولا نظر العدو.
وما ثناك كلامُ الناسِ عن كرمٍ ... ومن يسُدُّ طريق العارض الهطل
إن كلام الناس ولومهم لك على كرمك لم يمنعك من الاستمرار في الجود، وهل يستطيع أحد أن يوقف السيل والمطر.
وما جهلتْ أياديكَ البوادي ... ولكن رُبّما خفيَ الصوابُ
لقد عرفت البادية فضلك، ولكنها أخطأت طريق الصواب عندما خالفتك.
وكم ذنْبٍ مُوَلّدُهُ اقترابُ ... وكم بُعْدٍ مولده اقتراب
رب ذنب جره الدلال، ورب بعد جره القرب.
وجرمٍ جرّه سفهاء قومٍ ... فحلّ بغير جارمهِ العذابُ
رب ذنب جناه جهال قوم فحل العقاب بغير الجاني.
وما حُسْنُ الرجالِ لهمْ بحسنٍ ... إذا لم يسعد الحسن البيانُ
ليس جمال الرجل بشكله وإنما جماله ببيانه وفصاحته.
وما خضب الناسُ البياضَ لأنّه ... قبيحٌ ولكنْ أحسن الشّعر فاحمُهْ
الناس عندما يشيب شعرهم ويصبح أبيض يخضبونه بالسواد، وليس ذلك لأن لون البياض قبيح ولكن لأن أحسن الشعر ما كان أسود.
وما ذاك بخلاً بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشرّ بالشرّ أحزمُ
لم نلبس الدروع لأننا نخاف القتل ولكنا رأينا أعداءنا يلبسون الدروع فلبسناها، فإن مقاومة القوة والعدة بالقوة والعدة أفضل.
وما زلتُ أسمعُ أنّ العقولَ ... مصارعُها بين أيد الطمعْ
مصارع العقول في الأطماع
وما شكّى وإنْ أكثرتْ إلا ... محاماةً عن الشيء اليقين
أنا أشك لأصل إلى اليقين.
وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ ... من اللقاء كمشتاقٍ بلا أملِ
ليس المشتاق إلى الحبيب وهو على موعد بلقائه، مثل المشتاق إلى الحبيب وهو لا يرجو لقائه.
وما طلبُ المعيشة بالتمنّي ... ولكنْ ألقِ دلوك في الدّلاء
لا تتمنّ الشيء وتقعد عن طلبه، لكن جرّب حظك، وألق دلوك في البئر مع الناس الذين يلقون بدلائهم.
وما كلُّ ذي رأي بمؤتيك نصحه ... ولا كلّ مؤتٍ نصْحَهُ بلبيب
ليس كل من ينصحك عاقلاً وليس كل صاحب عقل ينصحك.
وما كلُّ ما تهوى النفوسُ بنافعٍ ... وما كلُّ ما تخشى النفوسُ بضرارِ
ليس كل ما تحبه نافعاً وليس كل ما تكرهه مضراً