للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كيف لقلبي عنك بالصبر ... يا من زها حسناً على البدر

يا سؤل نفسي ومدى هممي ... قد زاد ما ألقى من الضر

وا راحتي في الظل من قربك الداعي إلى الإحسان والبر

فما احتيالي وامتداد الضنا مواصلي بان مع الدهر

ويلاه، بل ويلاه من شادن ... ألحاظه أمضى من السحر

إن قلت يا مولاي ما حيلتي ... يقول إن الحظ في الصبر

وأي صبرٍ ... وبين الحشا ... والقلب أنواعٌ من الحجر

عند طلوع الفجر قد أيقنت ... بالبين يا ويلي من الفجر

إذ بان عند الفجر طيف الذي ... يوعدني بالوصل والحشر

فهل شفيعٌ لي إلى شادن ... يذيبني بالنظر الشزر

أهوى طلوع البدر شوقاً إلى ... من قلبه أقسى من الصخر

ومن يفوق الشمس إشراقه ... وثغره أبهى من الدر

ومن ذلك:

ويلي وعولي من سطوة العاذل ... وفيض دمعي من اعيني هاطل

في كل يومٍ لمهجتي آسفٌ ... وحسن صبري ... راحل

مذ صد زور الخيال من سكني ... زال سروري بعقله الزائل

يا ليته عاج قبل رحلته ... على الكئيب المتيم الناحل

فهل كريمٌ يدعو على بصري ... فإن طرفي لمهجتي قاتل

بان عزاي فالدمع منهملٌ ... فهل مجيرٌ للواله الثاكل

ويلاه من دمعه مواصله ... لحد خدي بمسبلٍ هامل

قد وكل القلب بالأسى غض ... يحمل بدر تمه الكامل

ما أحسن الصبر غير أني ... لا أستطيع صبراً أيها العاذل

ومن ذلك:

سأسكت عن كشف الضر الذي بي ... إلى من رماني بالقطيعة والهجر

عسى أن نلتقي عند الصراط فأشتفي ... هناك من الشكوى إلى طلعة البدر

أقام لنا يوم النوى ثم مأتماً ... فغاضت دموعي بالسجام وبالقطر

لقد ركبوا بعد النوى فوق عيسهم ... وقلبي لهم حادٍ يسير مع القطر

ملبون بالهجر الطويل وإنهم ... لمن أجود الأجواد بالقتل للحر

عزاي قليلٌ بعدهم وصبابتي ... تزيد وتنمى لا تبيد إلى الحشر

فلم أر قوماً عاذلون كعذلهم ... عن الخير مع التقية والبر

ومن ذلك:

بكيت ولا والله مالي مصطبرٌ ... وكيف وقلبي من حذار النوى شرر

قد قيل: تنس الذي كان بيننا ... من الوعد بالوصل يا أكرم البشر

نصيبك من قلبي هوى القلب كله ... وأنت على قلبي بهجرك مقتدر

فيا من أقيه السوء، جد بزيارتي ... فإني لما ألقاه فيك على خطر

لقد ضاقت الدنيا علي برحبها ... ولكنه مالي مفرٌ من القدر

ولما شكوت الحب قال مفندي ... بمن أنت صبٌ قلت بالقمر

هل العمل الموجود للمرء نفعه ... سوى ترك لومي أكثرت منه أو فذر

فما أنا والدنيا وفيها معذبي ... يواصلني إن شيمته الوصل بالضجر

وقد خصه ربي بطاعة عاذلي ... كما خصني في حين ألقاه بالحصر

إلى الله أشكو فرط وجدي ولوعتي ... بمن قلبه للصب أقسى من الحجر

ومن ذلك:

ما تحمل الأرض أشقى من متيمٍ دنفٍ ... أضناه مالكه بالتيه والصلف

وأعظم الجرم للظبي المعذب لي ... أن ليس يرجع عن كبرٍ وعن صلف

وددت لو زارني طيف المبرح بي ... بالصد عني فأبراني من الدنف

يا قوم إن التي تلحاني على كلفي ... يزيدني حين يلحاني من الكلف

فهل ألامٌ إذا ناديت واحربي ... وإن أطلت البكا بالأدمع الذرف

ما اللوم تنبت في قلبي صبابته ... فدع ملامك لي يا طيب السلف

ولست أملك شيئاً أستعين به ... على الغرام كطول الضر والنحف

ومن ذلك:

وفتاةٌ كأنها غصن لبان ... أذابت قلبي بذلٍ وشكل

يا عذولي أجارك الله مما ... في فؤادي من كل ضرٍ ونكل

يا عذولي إن كان يرضيك سقمي ... فاطل يا هديت لومي وعذلي

فبلاي إذا لجأت إلى فيض دمعي والدمع للصب يسلي

حبذا من كان طلعتها البدر ... حياتي في القرب منها ومن لي

وعذولي كأنه الحية الصماء مآلني لديها ويسلي

قد نهتها التي تريد صلاحي ... عن جفائي فأوعدتها بوصلي

وأراها ليست تريد لهذا ... برء سقمي وقصدها فيه قتلي

<<  <   >  >>