أراد: تجلو بشفتيها إذا تكلمّت أو ضحكت. وشبّه شفتيها بقادمتي حمامةٍ لرقّتها. وأسفّ لثاته بالإثمد كانوا يجعلون الكحلَ في أصول الأسنان ليشرق السواد مع البياض. وكان ذلك مما يستحسنونه ولا سيما إذا كانت اللِّثةُ بيضاءَ غيرَ حمراء فكرهوا أن تكون اللِّثةُ بيضاءِ كالأسنان، فغيرَّوها بذلك. ثم قال: كالأقحوان، رجع إلى وصف الثَّغر فوصفه بالأقحوان لبياض نوره وطيبه. " جفَّت أعاليه وأسفله ندى " شبّهه بالأقحوان في هذه الحال، وذاك أنّ الأقحوان إذا كان في غبِّ مطر ولم تطلع عليه الشمس فهو ملتفٌّ مجتمعٌ غير منبسط، وكذا كلُّ الأنوار يكره أن يشبّه الثّغر به في هذه الحال فيكون كالمتراكب بعضه على بعض، فشّبهه بالأقحوان إذا أصابته الشمس فقال:" جفّت أعاليه "، يريد انبسطت وذهب تجعّدها. وقال:" وأسفله ندٍ " فاحترز من أن يكون جفّ وذوي كلُّه فقال: " وأسفله ندى ".