للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- خطبة عثمان ورجمه بالحصباء (١) :

ولما جاءت الجمعة التي على أثر نزول المصريين المدينة خرج عثمان فصلى بالناس، ثم قام على المنبر فقال:

"يا هؤلاء العِدى: اللَّه اللَّه، فواللَّه إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد صلى اللَّه عليه وسلم فامحوا الخطايا بالصواب فإن اللَّه عز وجل لا يمحو السيئ إلا بالحسن".

⦗١٥٩⦘ فقام محمد بن مسلمة فقال: أشهد بذلك، فأخذه حكيم بن جبلة (من جيش البصرة) فأقعده. فقام زيد بن ثابت فأقعده محمد ابن أبي قتيرة. وثار القوم بأجمعهم، فحصبوا الناس حتى أخرجوهم من المسجد وحصبوا عثمان حتى صرع على المنبر مغشياً عليه، فاحتمل، فأدخل داره، واستقل نفر من أهل المدينة مع عثمان منهم سعد بن مالك، والحسن بن علي، وزيد بن ثابت، وأبو هريرة، فأرسل إليهم عثمان يعزم عليهم بالانصراف فانصرفوا.

وأقبل عليّ وطلحة والزبير فدخلوا على عثمان بعودته من صرعته، ويشكون بثهم، ثم رجعوا إلى منازلهم.

وصلى عثمان بالناس بعد ما نزل به في المسجد ثلاثين يوماً، ثم منعوه الصلاة، وصلى بالناس أميرهم الغافقي، وتفرَّق أهل المدينة في حيطانهم، وأُلزموا بيوتهم، لا يجلس أحد ولا يخرج إلا بسيفه يمتنع به، وكان الحصار أربعين يوماً ومن تعرَّض لهم وضعوا فيه السلاح.

وقيل: إن عثمان رضي اللَّه عنه خطب الناس وقال لهم:

"إنهم قد أسرعوا الفتنة، واستطالوا عمري، واللَّه لئن فارقتهم ليتمنون أن عمري كان عليهم مكان كل يوم سنة، يرون من قدماء المسفوكة والإحن والأثرة الظاهرة والأحكام المغيرة".


(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٥٤، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٥٢.

<<  <   >  >>