(٢) أسلم عبد اللَّه بن سعد قبل الفتح وهاجر إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى اللَّه عليه وسلم ثم ارتد مشركاً، وسار إلى قريش بمكة فقال لهم: إني كنت أصرف محمداً حيث أريد، كان يملي عليَّ {عزيز حكيم} فأقول: أو عليم حكيم فيقول: نعم كل صواب. فلما كان يوم الفتح أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بقتله ولو وجد تحت أستار الكعبة، ففر عبد اللَّه بن سعد إلى عثمان بن عفان فتبعه عثمان حتى أتى به إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له فصمت رسول اللَّه طويلاً ثم قال: نعم، فلما انصرف عثمان قال رسول اللَّه لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رسول اللَّه؟ فقال: إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين، وأسلم ذلك اليوم فحسن إسلامه ولم يظهر منه بعد ذلك ما ينكر عليه. (٣) اللقاح: جمع اللقحة وهي الناقة الحلوب الغزيرة اللبن، وقد شبَّه مصر بها، ودرَّت أي أخرجت لبنها. [القاموس المحيط، مادة: لقح] . (٤) هو نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي الطائفي، أول من ابتنى داراً، واقتنى الخيل بالبصرة، كان من رقيق أهل الطائف أمه مولاة للحارث، واعترف الحارث أنه ولده فنسب إليه، ولما ظهر الإسلام، نزل من الطائف إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأسلم، شهد الحروب ثم كان مع عتبة بن غزوان حين وجهه عمر إلى الأهواز والأبله، نزل عتبة بأرض البصرة قبل أن تُبنى، فتح الأبله فوجد فيها غنائم كثيرة، فكتب بخبرها إلى عمر، وأرسل الكتاب مع نافع فسر عمر والمسلمون. للاستزادة راجع: الأخبار الطوال ص ١٢٣، الإصابة ترجمة ٨٦٥٤، الاستيعاب ج ٣/ص ٥١٢، فتوح البلدان للبلاذري ص ٣٥٩، معجم البلدان ج ٢/ص ١٩٢ (٥) هو عقبة بن نافع بن عبد القيس الأموي، القرشي، الفهري، فاتح من كبار القادة في صدر الإسلام، هو باني مدينة القيروان، ولد في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلم سنة ١ ق. هـ، ولا صحبة له، شهد فتح مصر وهو ابن خالة عمرو بن العاص، فوجهه عمرو إلى أفريقية سنة ٤٢ هـ والياً، فافتتح كثيراً من تخوم السودان وكُوَرها في طريقه، وعلا ذكره، فولاه معاوية أفريقية سنة ٥٠ هـ، فأوغل في بلاد أفريقية حتى أتى وادي القيروان، فأعجبه، فبنى فيه مسجداً لا يزال إلى اليوم يُعرف بجامع عقبة، وأمر من معه فبنوا فيه مساكنهم، عزله معاوية سنة ٥٥ هـ، فعاد إلى المشرق، ولما توفي معاوية ولاه يزيد على المغرب سنة ٦٢ هـ، فقصد القيروان وخرج منها بجيش كثيف، ففتح حصوناً ومدناً، تقدم إلى المغرب الأقصى، فبلغ البحر المحيط، وعاد فلما كان في تهودة وهي من أرض الزاب تقدمته العساكر إلى القيروان وبقي في عدد قليل، فطمع به الفرنج، فأطبقوا عليه فقتلوه ومن معه ودفن بالزاب سنة ٦٣ هـ. للاستزادة راجع: الاستقصا ج ١/ص ٣٦، البيان المغرب ج ١/ص ١٩، فتح العرب للمغرب ص ١٣٠، بغية الرواد ج ١/ص ٧٦. (٦) قال مستر ج. ب. بري الذي علَّق على كتاب جيبون في سقوط الإمبراطورية الرومانية - طبعة سنة ١٩١١ م، ج ٥/ص ٤٩٠، بالهامش -: "ولا شك في أن جريجوري ثار على كوتستانس وأعلن نفسه إمبراطوراً". (٧) هو عبد اللَّه بن الزبير بن العوام، القرشي، الأسدي، أبو بكر، فارس قريش في زمنه، أول مولود في المدينة بعد الهجرة ولد سنة ١ هـ، شهد فتح أفريقية زمن عثمان، بويع له بالخلافة سنة ٦٤ هـ، عقيب موت يزيد بن معاوية، فحكم مصر، والحجاز، واليمن، وخراسان، والعراق، وأكثر الشام، وجعل قاعدة ملكه المدينة، كانت له مع الأمويين مواقع هائلة حتى سيَّروا إليه الحجاج بن يوسف الثقفي في أيام عبد الملك بن مروان، فانتقل إلى مكة، نشبت بينهما حروب انتهت بمقتل ابن الزبير بعد ما خذله أصحابه، وهو في عشر الثمانين سنة ٧٣ هـ، كان من الخطباء المعدودين في قريش، يشبه بذلك بأبي بكر، كانت مدة خلافته تسع سنين، نقش في أيامه الدراهم وكتب على وجه "محمد رسول اللَّه" وعلى الآخر "أمر اللَّه بالوفاء والعدل"، وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة. للاستزادة راجع: ج ٤/ص ١٣٥، فوات الوفيات ج ١/ص ٢١٠، تاريخ الخميس ج ٢/ص ٣٠١، حلية الأولياء ج ١/ص ٣٢٩، اليعقوبي ج ٣/ص ٢، صفة الصفوة ج ١/ص ٣٢٢، الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٧/ص ٢٠٢، تهذيب ابن عساكر ج ٧/ص ٣٩٦، شذور العقود للمقريزي ص ٦، جمهرة الأنساب ص ١١٣.