وَمِنْهُم من يَجْعَل إِحْدَى النقطتين وَهِي الْحَرَكَة على الْحَرْف المتحرك وَيجْعَل الثَّانِيَة وَهِي التَّنْوِين على الالف وعَلى الْيَاء وَصُورَة ذَلِك فِي الالف كَمَا ترى {عذَابا أَلِيمًا}{ملْجأ}{جُزْءا} وَفِي الْيَاء {مولى عَن مولى} و {غزى} و {سوى} وَشبهه
وَمِنْهُم من يَجْعَل نقطة وَاحِدَة على الْحَرْف المتحرك ونقطتين على الالف وَصُورَة ذَلِك كَمَا ترى {وعادا وَثَمُود} و {مثلا رجلا}{ردْءًا} وَفِي الْيَاء {هدى}{عمي}{غزى}{سدى} وَشبهه وَذهب الى هذَيْن الْوَجْهَيْنِ قوم من متأخري النقاط وَلَا إِمَام لَهُم فيهمَا علمناه
فَأَما عِلّة من جعل النقطتين مَعًا على الالف فَإِنَّهُ لما كَانَ التَّنْوِين ملازما للحركة مُتَابعًا لَهَا غير منفك مِنْهَا وَلَا مُنْفَصِل عَنْهَا فِي حَال الْوَصْل وَلَا مُنْفَرد دونهَا فِي اللَّفْظ يلْزمه مَا يلْزمهَا من الثَّبَات فِي الْوَصْل ويلحقه مَا يلْحقهَا من الْحَذف فِي الْوَقْف وَكَانَ النقط كَمَا قدمْنَاهُ مَوْضُوعا على الْوَصْل دون الْوَقْف بِدَلِيل تعريبهم أَوَاخِر الْكَلم وتنوينهم الْمنون مِنْهَا وَكَانَ ذَلِك من فعل من ابْتَدَأَ بالنقط من السّلف الَّذين مخالفتهم خُرُوج عَن الِاتِّبَاع وَدخُول فِي الابتداع وَكَانَ الَّذين عنوا بِكِتَابَة الْمَصَاحِف من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم قد رسموا بعد الْحَرْف المتحرك فِي جَمِيع مَا تقدم ألفا وَهِي الَّتِي تعوض من التَّنْوِين فِي حَال الْوَقْف أَو يَاء تعود الْفَا فِيهِ وَلم يكن بُد من إِثْبَات علامته