وَفِي رِوَايَة يعلى بن عبيد عَن الْأَعْمَش نَحوه غير أَنه قَالَ:
ففطنت بهم عَائِشَة فسبتهم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" مَه يَا عَائِشَة، فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش والتفحش ". وَزَاد. فَأنْزل الله:{وَإِذا جاءوك حيوك بِمَا لم يحيك بِهِ الله. .} إِلَى آخر الْآيَة [المجادلة] .
٣١٧٢ - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة المخزومية الَّتِي سرقت، فَقَالُوا: من يكلم فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالُوا: وَمن يجترئ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَة بن زيد حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَكَلمهُ أُسَامَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" أَتَشفع فِي حدٍّ من حُدُود الله؟ " ثمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثمَّ قَالَ:" إِنَّمَا أهلك الَّذين قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ، وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وَايْم الله، لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لَقطعت يَدهَا ". هَذَا لفظ قُتَيْبَة عَن اللَّيْث.
وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ:
ذهبت أسأَل الزُّهْرِيّ عَن حَدِيث المخزومية فصاح بِي، قلت لِسُفْيَان: فَلم تحمله عَن أحد؟ قَالَ: وجدته فِي كتابٍ كَانَ كتبه أَيُّوب بن مُوسَى عَن الزُّهْرِيّ، وَذكره نَحوه بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنه قَالَ:" إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ ... ".
وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن يُونُس بن يزِيد نَحْو من حَدِيث اللَّيْث، وَفِيه:
إِن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة الَّتِي سرقت فِي غَزْوَة الْفَتْح، وَفِي أَن أُسَامَة كَلمه، فَتَلَوَّنَ وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ:" أَتَشفع فِي حدٍّ من حُدُود الله؟ " فَقَالَ أُسَامَة: اسْتغْفر لي يَا رَسُول الله. فَلَمَّا كَانَ العشيُّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ:" أما بعد، فَإِنَّمَا أهلك الَّذين من قبلكُمْ ... " ثمَّ ذكره، وَقَالَ فِي آخِره: ثمَّ أَمر بِتِلْكَ الْمَرْأَة الَّتِي سرقت فَقطعت يَدهَا.