١٦٠ - (٤٤) حدثنا يوسف بن موسى وسفيان قالا: حدثنا جرير، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن لله تعالى ملائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا: هلم إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء [الدنيا]، قال: فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يذكرونك ويسبحونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: وهل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوك، قال: فيقول: وكيف. ⦗١٤٤⦘ ولو رأوني؟ قال: فيقولون: لو أنهم رأوك لكانوا أشد لك عبادة وأشد لك تحميدا وأكثر تسبيحا، قال: فيقول: وما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة، فيقول: ما رأوا النار؟ فيقولون: ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها، فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد منها فرقا وأشد لها مخافة، قال: فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجته، فيقول: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم.