يَأْخُذ مِنْهُ نِهَايَة شَهْوَته وَلم يقدر أَن يتوسع فِي نيل الشَّهَوَات الحسية وَإِنَّمَا يَأْخُذ مِنْهَا بِقدر مَا تقوم بِهِ حَاجَة الْبدن خَاصَّة فينتقص بذلك عَيْش الْجَسَد ولابد
وَهَذِه كَانَت طَريقَة الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وأتباعهم وَكَانَ الله يخْتَار أَن يقلل نصِيبهم من عَيْش أَجْسَادهم ويوف نصِيبهم من عَيْش قُلُوبهم وأرواحهم
قَالَ سهل التسترِي مَا أَتَى الله عبدا من قربه ومعرفته نَصِيبا إِلَّا حرمه من الدُّنْيَا بِقدر مَا أعطَاهُ من مَعْرفَته وقربه وَلَا أَتَاهُ من الدُّنْيَا نَصِيبا إِلَّا حرمه من مَعْرفَته وقربه بقدرما أَتَاهُ فِي الدُّنْيَا
وَقد كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقتصد فِي عيشه غَايَة الاقتصاد مَعَ مَا فتح الله عَلَيْهِ من الدُّنْيَا وَالْملك وَمَات وَلم يشْبع من خبز