وَحرب بن مَيْمُون أَبُو الْخطاب الْبَصْرِيّ عَن النَّضر بن أنس وَهَذَا مِمَّا وهم فِيهِ البُخَارِيّ وَمُسلم فجعلاهما وَاحِدًا. قلت: لَو قلد المُصَنّف أحدا مِمَّن قَالَ هَذَا القَوْل فَعَزاهُ إِلَيْهِ؛ سلم فَإِن ابْن الْجَوْزِيّ قَالَه وَقَبله عبد الْغَنِيّ بن سعيد وقبلهما الدَّارَقُطْنِيّ فَذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه فِي الضُّعَفَاء أَبَا الْخطاب الْبَصْرِيّ وَوَثَّقَهُ وَقَالَ بعده تمييزا: حَرْب بن مَيْمُون الْبَصْرِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن صَاحب الأغمية عَن خَالِد الْحذاء قد جعل البُخَارِيّ هَذَا وَالَّذِي قبله وَاحِدًا وَطعن فِيهِ وَتَبعهُ مُسلم فِي ذَلِك وَهُوَ غلط إِنَّمَا هما اثْنَان بصريان فَأَبُو الْخطاب ثِقَة وَأَبُو عبد الرَّحْمَن ضَعِيف كَذَلِك قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ وَالْفَلَّاس وَقَالَ سُلَيْمَان بن حَرْب فِي الضَّعِيف: هُوَ أكذب النَّاس. انْتهى كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ وَفِيه تَخْلِيط فَاحش وَإِنَّمَا أَخذه - وَالله أعلم - من كَلَام عبد الْغَنِيّ بن سعيد فَإِنَّهُ ذكر نَحوه فِي الْجُزْء الَّذِي أملاه فِي أَوْهَام تَارِيخ البُخَارِيّ الْكَبِير وَفِي كِتَابه المؤتلف والمختلف فَذكر فِي الْجُزْء الرجلَيْن وَقَالَ عَن الْأَصْغَر: وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: صَاحب الأغمية وَهَذَا أَيْضا مِمَّا وهم فِيهِ البُخَارِيّ وَأول من نبهني على ذَلِك عَليّ بن عمر رَحمَه الله وَقَالَ لي: إِن مُسلم بن الْحجَّاج تبعه على ذَلِك وَجعل الِاثْنَيْنِ وَاحِدًا وَقَالَ عبد الْغَنِيّ أَيْضا فِي الْكتاب بعد ذكر الرجلَيْن: قَالَ لي أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر: هَذَا مِمَّا أَخذ على البُخَارِيّ لِأَنَّهُ جعله هُوَ وَالْأول وَاحِدًا وَكَذَلِكَ جعله مُسلم بن الْحجَّاج فأخطآ فِيهِ جَمِيعًا. انْتهى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute