فَأَبُو غادية هَذَا هُوَ الْجُهَنِيّ أَعَادَهُ ابْن مَنْدَه بكنيته فَقَط، ويعضده أَن ابْن مندة فِي كِتَابه " الكنى " لم يذكر فِي الصَّحَابَة من كنيته أَبُو الغادية سوى يسَار بن سبع، رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. كَذَا قَالَه.
وَأَيْضًا فقد علق ابْن مندة فِي " الْمعرفَة " فِي تَرْجَمَة الْجُهَنِيّ، حَدِيثا لَهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد، فَقَالَ: رَوَاهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم، عَن ربيعَة بن كُلْثُوم، عَن أَبِيه، قَالَ: كنت بواسط الْقصب عِنْد عبد الْأَعْلَى بن عبد الله إِذْ قَالَ الْآذِن: هَذَا أَبُو غادية، فَدخل، فَلَمَّا دخل قَالَ: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيميني. قلت: بيمينك! ؟ قَالَ: بيميني.
وَرَوَاهُ ابْن مندة قبل من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج، حَدثنَا مرْثَد بن عَامر الْهنائِي، حَدثنَا كُلْثُوم بن جبر قَالَ: كنت بواسط الْقصب فِي منزل عَنْبَسَة بن سعيد الْقرشِي، وَفينَا عبد الْأَعْلَى بن عبد الله بن عَامر وأناس، فجَاء آذن الْقَوْم، فَقَالَ: إِن قَاتل عمار بِالْبَابِ. قَالَ: فكره بعض الْقَوْم، وَقَالَ بعض الْقَوْم: أدخلوه، وَإِذا شيخ طوال، يجر مقطعات لَهُ، فَسلم، ثمَّ قَالَ: لقد أدْركْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِنِّي لأنفع أَهلِي، وأرد عَلَيْهِم الْغنم.
وَقَالَ أَبُو عمر مُحَمَّد بن مُوسَى بن فضَالة، حَدثنِي عبد الصَّمد يَعْنِي ابْن عبد الله بن عبد الصَّمد، حَدثنَا هِشَام بن عمار، حثدنا سعيد بن يحيى، حَدثنَا الْحسن بن دِينَار، عَن كُلْثُوم بن جبر الْمرَادِي، عَن أبي الغادية، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي قَاتل عمار فِي النَّار، وَهُوَ الَّذِي قتل عمارا.