أما بعد فَهَذَا كتاب صَغِير الحجم كَبِير الْقدر كثير النَّفْع اسْأَل الله تَعَالَى فِيهِ حسن النِّيَّة وَالْقَصْد وَالْعَفو عَن السَّهْو والتجاوز عَن تجَاوز الْحَد هذبته وقربته وبالغت فِي اختصاره تيسيرا على طلبة الْعلم المعتنين بِالْحَدِيثِ فِي معرفَة الضُّعَفَاء قد احتوى على ذكر الْكَذَّابين الوضاعين ثمَّ على ذكر المتروكين الهالكين ثمَّ على الضُّعَفَاء من الْمُحدثين والناقلين ثمَّ على الكثيري الْوَهم من الصَّادِقين ثمَّ على الثِّقَات الَّذين فيهم شَيْء من اللين أَو تعنت بِذكر بَعضهم أحد من الحافظين ثمَّ على خلق كثير من المجهولين وَلم يمكني اسْتِيعَاب هَذَا الصِّنْف لكثرتهم فِي الْأَوَّلين والآخرين فَذكرت مِنْهُم من نَص على جهالته أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَقَالَ هَذَا مَجْهُول وَذكرت خلقا مِنْهُم لم اعرف حَاله وَلَا روى عَنهُ سوى رجل وَاحِد متْنا مُنْكرا وَكَذَا لم اذكر فِيهِ من قيل فِيهِ مَحَله الصدْق وَلَا من قيل فِيهِ يكْتب حَدِيثه وَلَا من لَا بَأْس بِهِ وَلَا من قيل فِيهِ هُوَ شيخ أَو هُوَ صَالح الحَدِيث فَإِن هَذَا بَاب تَعْدِيل وَكَذَا لم اعتن بِمن ضعف من الشُّيُوخ مِمَّن كَانَ فِي الْمِائَة الرَّابِعَة وَبعدهَا وَلَو فتحت هَذَا الْبَاب لما سلم أحد إِلَّا النَّادِر من رُوَاة الْكتب والأجزاء