للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٩ - ثنا أَبُو مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ: «إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ» قَالَ: فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ أَسِيدٍ الْغِفَارِيَّ فَقُلْتُ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ: «إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ» ؟ قَالَ: فَمَا بَالُ هَذَا الطُّفَيْلِ الصَّغِيرِ. قَالَ: لَا تَعْجَبْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا ذَاتَ عَدَدٍ يَقُولُ ⦗٨٠⦘: " إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً - وَقَالَ أَصْحَابِي: خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً - نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ ". قَالَ: " فَيَجِيءُ مَلَكُ الرَّحِمِ فَيَدْخُلُ فَيُصَوِّرُ لَهُ عَظْمَهُ، وَلَحْمَهُ، وَدَمَهُ، وَشَعْرَهُ، وَبَشَرَهُ، وَسَمَعَهُ، وَبَصَرَهُ. ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ فِيهِ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ مَا يَشَاءُ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ. ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَثَرُهُ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَجَلُهُ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ مَا يَشَاءُ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ. ثُمَّ تُطْوَى تِلْكَ الصَّحِيفَةُ فَلَا تُمَسُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>