الرَّاء من الضير وَكِلَاهُمَا وَاحِد، أى: لَا يُخَالف بَعْضكُم بَعْضًا فيكذبه وينازعه، فيضره بذلك، وَقيل: من المضايقة وَلَا تضايقون، والمضارة: المضايقة، وَيصِح أَن يكون المتضارون، بِفَتْح الرَّاء، أى الأولى، أى لَا يضركم غَيْركُمْ بمنازعته وجرأته وبمضايقته، أَو يكون يضاررون: بِكَسْرِهَا، أى: لَا تضروا أَنْتُم غَيْركُمْ بذلك؛ لِأَن المجادلة إِنَّمَا تكون فِيمَا يخفى، والمضايقة إِنَّمَا تكون فى الشئ يرى فى غير وَاحِد وجهة مَخْصُوصَة، وَقدر مُقَدّر، وَالله تَعَالَى متعال عَن ذَلِك، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا تَكُونُوا أحزابا فى التراع فى [/ ٢٢٣] ذَلِك وَقيل: تضاررون: لَا يمنعكم مِنْهُ مَانع.
وَأما [مطرقة] (كَأَن وُجُوههم كالمجان المطرقة) ، فروى بتَخْفِيف الرَّاء وتشديدها، وَأما [نضر الله] فى حَدِيث " نضر الله أمرءا سمع مقالتى "، فَقَالَ عِيَاض: بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد، وَالتَّخْفِيف أَكثر لأهل الْأَدَب، وَالتَّشْدِيد أَكثر لأكْثر الشُّيُوخ، قَالَ ابْن خَلاد: وَالتَّخْفِيف هُوَ الصَّحِيح وصححهما مَعًا عِيَاض، وَمَعْنَاهُ: نعمه، وَقيل: حسنه، وَقيل: أوصله نَضرة النَّعيم، وَقيل: وَجهه فى النَّاس، وَحسن حَاله وَوجه نضر وناضر ومنضور، وَالِاسْم: النضرة، والنضارة.
وَأما [تضاموا] فيروى بتَشْديد الْمِيم، وتخفيفها، قَالَه عِيَاض. فَمَعْنَى الْمُشَدّدَة من الإنضمام، أى لَا تزدحمون حِين النّظر إِلَيْهِ، وَهَذَا إِذا قَدرنَا (تضَامون) بِفَتْح الْمِيم الأولى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute