للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

الوجه الأول: بمعنى (كي).

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، وعزاه ابن عطية لأكثر المفسرين، والقرطبي (١).

وفي الآية قول آخر: وهو أن لعل للترجي في حيّز البشر.

وقال به من المفسرين: الزَّجَّاج، والبغوي، وذكره ابن عطية، والقرطبي. (٢)

وانتصر للقول الثاني أبو حيَّان ورد القول بالوجه فقال: «وليست لعل هنا بمعنى كي، لأنه قول مرغوب عنه، ولكنها للترجي والأطماع، وهو بالنسبة إلى المخاطبين» (٣)

وقد بين ابن جرير كونها للتعليل فقال: «قال أبو جعفر: وتأويل ذلك: لعلكم تتقون بعبادتكم ربكم، الذي خلقكم، وطاعتكم إياه فيما أمركم به، ونهاكم عنه وإفرادكم له العبادة، لتتقوا سخطه وغضبه أن يحل عليكم، وتكونوا من المتقين الذين رضي عنهم ربهم، وكان مجاهد يقول في تأويل قوله: تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١].

«تطيعون». حدثنا ابن وكيع قال حدثني أبي عن سفيان عن ابن نجيح عن مجاهد في قوله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١].

قال: «لعلكم تطيعون». قال أبو جعفر: والذي أظن أن مجاهدا أراد بقوله هذا، لعلكم أن تتقوا ربكم بطاعتكم إياه وإقلاعكم عن ضلالتكم، قال أبو جعفر: فإن قال لنا قائل فكيف قال جل ثناؤه: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١].أوَلم يكن عالما بما يصير إليه أمرهم إذا هم عبدوه وأطاعوه، حتى قال لهم لعلكم إذا فعلتم ذلك أن تتقوا، فأخرج الخبر عن عاقبة عبادتهم إياه مخرج


(١) جامع البيان ١/ ٢١١. معاني القرآن وإعرابه ١/ ٩٨. معالم التنزيل ص ٢٠. المحرر الوجيز ١/ ١٠٥. الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٥٨.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ١/ ٩٨. معالم التنزيل ص ٢٠. المحرر الوجيز ١/ ١٠٥. الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٥٨.
(٣) البحر المحيط ١/ ١٥٥.

<<  <   >  >>