للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه المعنى المشهور في اللغة؛ قال ابن عطية «وهو من الإرسال بمعنى الإطلاق وكما تقول أرسلت الحجر من يدي» (١).

الوجه الخامس: الفتح.

ومنه قوله تعالى في فاطر: {وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: ٢].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والزَّمخشري، وأبو حيان، وابن كثير (٢).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية. ومأخذه السياق القرآني لقوله تعالى في أول الآية: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ} [فاطر: ٢].

الوجه السادس: الإنزال.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: ١١].

ولم أقف على من فسر الإرسال في هذه الآية.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية. ومأخذه السياق القرآني؛ وذلك باعتبار أن السماء هنا بمعنى المطر ويدل عليه قوله تعالى: (مدرارا).

وجميع ماتقدم من وجوه وأمثلة عليها إنما يدل عليها سياق الآيات التي هي فيها، وإلافهي متقاربة، ووقوف المفسرين على تفسير معنى الإرسال قليل كما هو ملاحظ.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه السته وهي]

الوجه الأول: البعث. ودل عليه قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} [النساء: ٧٩]، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ كما قال ابن فارس.

الوجه الثاني: التسليط. ودل عليه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: ٨٣]، وقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} [القمر: ١٩]، وقوله تعالى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} [الفيل: ٣]، ومأخذه السياق القرآني.


(١) المحرر الوجيز ٤/ ٢٢٧.
(٢) جامع البيان ٢٢/ ١٤٠. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٦٢. الكشاف ٣/ ٦٠٦. البحر المحيط ٩/ ١٢. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٢٧٤.

<<  <   >  >>