للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويفوت كثيراً من الفرص، "والبديهة هي المعرفة يجدها الإنسان في نفسه من غير إعمال للفكر ولا علم بسببها" (١)، وهي ميزة يميز الله بها بعض الناس عن بعض، وقد أعطى الله بعض الصحابة - رضي الله عنهم - هذه الميزة، ومن هؤلاء أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - كان لسرعة رده في دعوته لطلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - أثر في إقناعه، وذلك عندما قيضت قريش طلحة بن عبيد الله لأبي بكر ليرده عن الإسلام، فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: إلام تدعوني؟ قال طلحة: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى، قال أبو بكر: وما اللات؟ قال: أولاد الله، قال: وما العزى، قال: بنات الله، قال أبو بكر الصديق: فمن أمهم؟ فسكت طلحة فلم يجبه، فقال لأصحابه: أجيبوا الرجل، فسكت القوم، فقال طلحة: قم يا أبا بكر: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فكان لسرعة رد أبي بكر الصديق وحضور ذهنه سبب في إسلام طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنهما -، فتوقفت دعوة طلحة على استعداد أبي بكر في سرعة الرد وحضور الذهن والمعرفة، بالإضافة إلى طلاقة اللسان، ومعرفة أبي بكر - رضي الله عنه - ذلك عن نفسه جعلته يصبح السائل بدلاً من المسؤول، مما أحرج القوم ووضح فساد معتقدهم.

[ح) استخدام الحيلة في الدعوة]

الحيلة المقصودة هي "الحذق وجودة النظر والقدرة على التصرف في الأمور، وتحايل على الرجل: سلك معه مسلك الحذق ليبلغ منه مأربه" (٢)، والحيلة


(١) المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، باب الباء، ص ٤٤.
(٢) معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عمر، ١/ ٥٩٦.

<<  <   >  >>