للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفائدة السادسة: أن منهج الصحابة - رضي الله عنهم - فيه بيان أحكام وتكاليف الدين الإسلامي]

اعتمد الصحابة - رضي الله عنهم - في منهجهم إيضاح أحكام الإسلام في المعاملات وتكاليفه في العبادات، ولم يجعلوها دعوة للدخول في الإسلام بدون واجبات والتزامات عملية، كما هو حال بعض الدعوات الضالة التي الغرض منها هو دخول الفرد فيها شكلياً، وذلك كافٍ في عقيدتهم أن يكون منتمياً لتلك الديانات. أما الإسلام فمع الاعتقاد عمل وعبادة وتعامل، وجميع ذلك مرتبط ارتباطاً وثيقاً، وقد حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على إيضاح ذلك لكل من يُدعَى إلى الإسلام، فلم يخلُ موضوع من مواضيع الدعوة من بيان الحلال والحرام، وإيضاح العبادات حسب ما فرض في وقتها. ففي دعوة مصعب بن عمير لأسيد بن الحضير عندما أراد أن يدخل الإسلام قال له: تغسَّل فتطهَّر وتطهِّر ثيابك وتشهد شهادة الحق ثم تصلي، فبين له وجود الطهارة والصلاة مع التوحيد، ولم يكتف بشهادة التوحيد، وفي ذلك بيان بأنه لا يجوز دعوة المشرك إلى الإسلام وتركه دون تعليمه بما يجب عليه، وما يجب له، بخلاف بعض التوجهات الدعوية التي تدعو الناس إلى الحق دون تحصينهم وحمايتهم وبيان أحكام الإسلام والحلال والحرام، وكأنهم بذلك يطبقون طريقة المنصِّرين في دعوة الشعوب بأن يدخلوا في النصرانية، ولو لم يتبعوا شرائعها وأحكامها، وكأنه دين شكلي سطحي يترك الروح فارغة من الداخل.

<<  <   >  >>