للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بيّن الصحابة تلك الواجبات وأدَّوها في كثير من الأحوال، كدعوة أبي عامر الأشعري - رضي الله عنه - للإخوة العشرة في يوم أوطاس وأداء حقِّهم من تبليغ الدعوة.

ففي دعوة الصحابة إيضاح للدعاة أن المدعوين لهم حقوق على من يدعوهم يجب معرفتها والإلمام بها، خدمة للدعوة وأداءً لرسالتها.

[الفائدة الثانية: بيان أن على المدعوين واجبات يجب بيانها لهم]

كما كان في منهج الصحابة بيان لحقوق المدعوين، ووجوب إعطائهم هذه الحقوق، فإنه هناك واجبات عليهم يجب بيانها لهم؛ حتى تكتمل حلقة الحقوق والواجبات.

وقد بيَّن الصحابة - رضي الله عنهم - أن واجبات المدعوين من المشركين تختلف عن واجبات المدعوين من غير المشركين، وهذه الواجبات تعتمد على مبدأ الاحترام والبحث عن الحق لدى المدعو، وهذه المبادئ تنطبق على جميع شؤون الحياة السليمة لدى البشر، سواء كانت في مجال دعوتهم أم غيرها من شؤون الحياة، فمن الواجب على البشر الاستماع لبعضهم، وهو من الآداب التي يحث عليها الإسلام، فجميع الحوارات التي دارت بين الأنبياء ومخالفيهم من الأقوام فيها استماع لبعضهم، مع أن بعض الكلام كان فيه غلظة وشدة، إلا أن ذلك لم يمنع الأنبياء من الاستماع لهم، مما أجبر الطرف الآخر على الاستماع للأنبياء، بغضِّ النظر عن الاستجابة من عدمها، وذلك كاستماع النمرود لإبراهيم - عليه السلام -، وفرعون لموسى - عليه السلام -،

<<  <   >  >>