للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن " أدوا إلى عباد الله "، أي أسلموهم إلى؛ وهو من قول موسى. وقال: إذا كانت " ما " صلة أدخلوا معها النون الخفيفة والثقيلة، وتقول: اذهب ثم عيناً ما أرينك أي كأنك لم تغب. وكثيراً ما أرينك، أي كثيراً أرينك. وإلى ساعة ما تندمن. فإذا لم يدخلوا " ما " لم تدخل النون. قال: وإنما فرقوا دخول " ما " وخروجها بذلك تقول: أذهب قليلاً أراك ونم كثيراً أراك، إذا لم تدخل ما. والنون الخفيفة والثقيلة تدخل في ستة مواضع هذا أحدها، وفي الأمر، والنهى، والإستفهام، والتمني، و " إما " إذا كانت جزاء، مثل: " فإما نذهبن بك ". وهي قليلة في الأمر. وأنشد:

أرسلني أبا عميرٍ على اي ... ة حال أثاقل أم خفوت

وأنشد:

يحسبه الجاهل مالم يعلما ... شيخاً على كرسيه معمما

لو أنه أبان أو تكلما ... لكان إياه ولكن أعجما

قال: الأصل لم يعلم، فلما أطلق الميم ردها إلى فتحة اللام. وأهل البصرة يقولون: أراد لم يعلمن، فجعل موضع النون الخفيفة ألفاً. وأما قول زهير:

دمنة لم تكلم.

خفضاً، فإن القوافي إذا حركت في الجزم تحركت إلى الخفض، لأن الخفض أخو الجزم. قال: والإتباع أكثره ما بعده هاء، تقول اضربه، اقتله.

وأنشد:

تقول للسائس قده أعجله

وأنشد:

قال أبو ليلى بحبل مدة ... حتى إذا مددته فشده

إن أبا ليلى نسيج وحده

الأصل في نسيج وحده أن الثوب ينسج وحده على نير واحد، وما سوى ذلك ينسج ثلاثة وأربعة على نير واحد. وإنما قالوه بالهاء لأن ما بعده لا يكون إلا متحركا. والإتباع يكون في الهاء وفي الهمز؛ لأن الهاء والهمز خفيان، فحركوا ما قبل.

وقال: سمعت العرب تقول اضرب الوجه، وهذا الوجه وفررت من الوجه. ورأيت الفقا وهذا الفقو ومررت بالفقي والفقء مهموز: ماء لهم وقوله:

شيخاًعلى كرسيه معمما.

فإنه شبَّه وطب لبنٍ ملفوفٍ بكساءٍ، بشيخ في هذه الصفة.

وقال: الوحا الوحا، والنَّجا النَّجا، يقصران ويمدان، وتدخل الكاف فيهما على القصر، وإنما أدخلت الكاف للخطاب ولا موضع لها.

ويقال خاي بك اعجل، وخاي بكما اعجلا، وخاي بكم اعجلوا، وخاي بكنَّ اعجلن، في المذكر والمؤنث والجمع والتثنية بحال واحد، وتقدم خاي على اعجل وخاي كلمة عجلة، وهي صوتٌ. وأنشد:

بخاي بك اعجل يهتفون وحيهل

" فسينغضون إليك رؤوسهم " أي يحركون رؤوسهم. ونغض الظليم مثله، يقال، نغض ينغض وأنغضه غيره.

معنى جحيش وحده، وعبير وحده، أي لا يصلح إلا لنفسه.

وجحيش: تصغير جحش. وجحيشٌ: متنحٍّ.

وأنشد:

لقد أهدت حبابة بنت جلٍ ... لأهل حباحبٍ حبلاً طويلاً

قال: قدرت عجيزتها بحبلٍ وبعثت به إليهن فقالت: أفيكن من لها عجيزة مثل هذا؟ وأنشد:

ترى الزّل يكرهن الرياح إذا جرت ... وبثنة إن هبت لها الريح تفرح

إذا هبت الريح ألصقت القميص بالجسم فبانت الزلاء من العجزاء. والزلاء: التي لا عجز لها. والعجزاء: ذات العجز. وقال: الفرح أن تجد في قلبك خفة. والمرح: أن تضرب بأطرافك.

وأنشد لنصيب:

إذا ما الزلُّ ضاعفن الحشايا ... كفاها أن يُلاث بها الإزار

قال: الحشية مثل العظامة، وهي ما ثقلت به أليتيها.

" قدرنا فنعم القادرون " جمع بين اللغتين.

" وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " قال: أي بينَّا لهم الطريقين فتركوا طريق الخير واتبعوا طريق الشر. الحافرة: الخلق الأول، ومنه " النقد عند الحافرة "، أي عند أول ما يضع الفرس رجله إذا سبق، وهي الأرض المحفورة. وأنشد:

أحافرةً على صلع وشيبٍ ... معاذ الله ذلك أن يكونا

" ألا بلاغاً من الله " قال: استثناء منقطع، أي إلا أن أبلغكم بلاغاً من الله. قال: المصادر وغيرها يستثني بها استثناء منقطعاً.

وأنشد:

ولقد جنيتك أكمؤاً وعساقلاً ... وبقد نهيتك عن بنات الأوبر

قال: قال الفراء " أوبر " إلا أنها نعتت بالمنان، أي بمثل الألف واللام. والعساقل وبنات أوبر: ضربان من الكمأة.

وفي الخبر: " الرحم شحنة من الرحمن ". قال " الشجنة والشجنة ": القطعة والناحية، أي قطعة مما أمر الله به أن يوصل.

<<  <   >  >>