الْمسيب ينْسب إِلَى الْجَهَالَة فَإِذا روى عَنهُ رَجُلان صَار مَشْهُورا وَاحْتج بِهِ على هَذَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ. وَمُسلم بن الْحجَّاج [فِي] كِتَابَيْهِمَا الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا أحرفاً من أثرهما وَأما الْغَرِيب من الحَدِيث كَحَدِيث الزُّهْرِيّ وَقَتَادَة وأشباههما من الْأَئِمَّة مِمَّن يجمع حَدِيثهمْ إِذا انْفَرد الرجل عَنْهُم بِالْحَدِيثِ يُسمى غَرِيبا وَإِذا روى عَنْهُم رجلَانِ وَثَلَاثَة واشتركوا فِي حَدِيث سمي عَزِيزًا. وَإِذا روى الْجَمَاعَة حَدِيثا سمي مَشْهُورا. قَالَ الْمَقْدِسِي:
اعْلَم أَن الغرائب والأفراد على خَمْسَة أَنْوَاع:
النَّوْع الأول:
غرائب وأفراد صَحِيحَة وَهُوَ أَن يكون الصَّحَابِيّ مَشْهُورا بِرِوَايَة جمَاعَة من التَّابِعين عَنهُ ثمَّ ينْفَرد بِحَدِيث عَنهُ أحد الروَاة الثِّقَات لم يروه عَنهُ غَيره وَيَرْوِيه عَن التَّابِعِيّ رجل وَاحِد من الأتباع ثِقَة وَكلهمْ من أهل الشُّهْرَة وَالْعَدَالَة وَهَذَا حد فِي معرفَة الْغَرِيب والفرد الصَّحِيح وَقد أخرج نَظَائِر فِي الْكِتَابَيْنِ.
وَالنَّوْع الثَّانِي:
من الْأَفْرَاد أَحَادِيث يَرْوِيهَا جمَاعَة من التَّابِعين عَن الصَّحَابِيّ ويرويها عَن كل وَاحِد مِنْهُم جمَاعَة فينفرد عَن بعض رواتها بالرواية عَنهُ رجل وَاحِد لم يرو ذَلِك الحَدِيث عَن ذَلِك الرجل غَيره من طرق تصح / فَإِن كَانَ قد رَوَاهُ عَن الطَّبَقَة الْمُتَقَدّمَة عَن شَيْخه إِلَّا أَنه من رِوَايَة هَذَا المتفرد عَن شَيْخه لم يرويهِ عَنهُ.