ورحل فلزم بمكة أبا ذر ثلاثة أعوام، وحمل عنه علماً كثيراً، وأخذ ببغداد الفقه عن ابن عمروس، والأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وبالموصل الكلام عن أبي جعفر السمناني، وسمع الحديث بدمشق من ابن جميع، وغيره.
وببغداد من عبيد الله بن أحمد الأزهري، وابن غيلان، والصوري، وجماعة.
وبرع في الحديث، والتفسير، والفقه، والأصلين، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلوم كثيرة، وتصدر للإفادة وإنتفع به جماعة كثيرة، وولي قضاء مواضع من الأندلس، وفشا علمه، وعظم جاهه.