للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عليه، ومنارها الذي يُقتدى به، ومن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع، والضلالة وأهلها في النار (١).

وعلى منوالهم سار أهل الحديث، يسعون في طلبه، ويسهرون على كتبه وحفظه، ويجاهدون في تبليغه ونشره، حتى قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: (إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- حيًّا) ا هـ. وقال -مرَّة-: (إذا رأيتُ رجلًا من أهل الحديث فكأني رأيت رجلًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-) ا هـ. وإنما قال هذا لأنهم متبعون آثار النبي -صلى الله عليه وسلم-، مقتدون به، وفي مقام أصحابه -رضي الله عنهم- من تبليغ حديثه إلى الأمة، ونشره فيها (٢).

وحبُّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه -رضي الله عنهم- دين واجب، وشريعة لازمة، تُرفع به الدرجات، وتُمحى به السيئات، ويُردّ به على من غرق في لجُج الظلمات، والأمور المبتدعات، فأبغضهم وآذاهم، وبغير الحق وصفهم ونعتهم، وبميزان الهوى والجور وزنهم وقدّرهم.

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- (٣) في جواب لمن سأله عن عقيدته: (وأؤمن بأن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته. وأن أفضل أمته: أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين،


(١) انظر: شرح السنة للبربهاري (ص ٦٧١).
(٢) انظر: شرف أصحاب الحديث (ص ٤٦١)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (١/ ١١).
(٣) كما في: الدرر السنية (١/ ٢٨ - ٣٠).

<<  <   >  >>